آخر الأوراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

حلق المتطرف مع تطرفه بعيداً عن الواقع، وألقى بذلك الحديث الذي «ألجم» رئيس وزرائه، وأحرق ورقة أخرى من أوراقه القليلة المتبقية معه!

أصابته «لوثه» من المنظر الذي يشاهده أمامه، جحافل من الدبابات والمدرعات وراجمات الصواريخ، وأسراب لا تنقطع من الطائرات المحملة بالمتفجرات، وآلاف مؤلفة من الجنود يغطون الأرض والجو والبحر، فخرجت كلماته بعد أن أحس بالثقة، وذكر العالم كله بأن لديه قنابل نووية!

ذلك وزير في حكومة نتنياهو، وهو واحد من مجموعة «بن غفير» الذي لم نسمع له صوتاً منذ اندلاع مأساة غزة، رغم أنه المتسبب الأول في كل ما يحدث منذ السابع من أكتوبر، عندما نفخ النار التي غطاها الرماد، واقتحم المسجد الأقصى مرات عدة، فقد كان يطلب بتصرفاته هذه تحريك الوضع الجامد حتى يحقق تطلعات الجناح المتطرف، وتنحى جانباً فور تجييش الجيوش لتنفيذ خطة نقل غزة ومن يتبقى من أهلها إلى الصحاري، وأطلق أتباعه من المستوطنين في الضفة الغربية للقيام بعمليات اعتداء وقتل يومية لنقل الصراع إليها بعد غزة، وهو سعيد بكل ذلك، سعيد لنجاح خطته، بينما زميله «عميحاي الياهو» وزير التراث يهدد بإلقاء قنبلة نووية على غزة!

نتنياهو ليس لديه الكثير ليقدمه في ظل الظروف التي وجد نفسه محاصراً بها، وبلينكن الذي ما زال في فلسطين المحتلة لم يعلق على ما قاله الوزير المتطرف، وبايدن، رئيس الدولة الراعية للسلام، لم يسمع شيئاً عن تلك التصريحات، وحتى يخفف الوقع، ولا تتناثر الأوراق التي بالكاد يمسك بها، اضطر نتنياهو إلى إيقاع «جزاء مدرسي» على الوزير بمنعه من دخول الفصل، ولم يجرؤ على طرده من المدرسة، أو من مجلس الوزراء، لأنه سيفقد الثقة ويخسر الأغلبية التي حققها بضم الأحزاب المتطرفة.

القنبلة النووية ليست لعبة يلعب بها متهور ومتطرف، لا قولاً ولا فعلاً، فهي إن عُبث بها أصابت صاحبها قبل من يريد إبادتهم، إلا إذا كان اليأس قد تمكن من «هادم المعبد»، ولا مفر أمامه!

Email