هي قضيتنا الأولى، كانت ولا تزال وستبقى إلى أن يعود الحق إلى أهله، ويفك أسر المسجد الأقصى.
قلنا إنها لفلسطين، الأرض التي باركها رب العالمين، لا يغيّر رأينا منحرف عن الطريق القويم، ولا أقصد حركة البيع والشراء المسمّاة «حماس»، بل الجميع، فهذه عادتنا مع كل الذين مرّوا على واجهة هذه القضية، وحقّقوا منافع لهم ولأولادهم وإخوانهم وأصهارهم وأولاد عمومتهم وبطاناتهم، نختلف مع الأشخاص، ولا نبدّل مواقفنا كما يبدّل الإخوان ميولهم وأولوياتهم، ولا نقفز فوق الثوابت.
أقول ذلك للذين تركوا معاناة أهل غزّة وشغلوا شبكتهم «الدساسة» بالشائعات ضد الذين أرسلوا طوابير الشاحنات إلى معبر رفح قبل أن يفتح، وخصّصوا وقتهم للمشاورات مع قادة العالم لوقف عملية اجتياح القطاع، وقدّموا مشاريع القرارات بوقف فوري لإطلاق النار في مجلس الأمن، ورفضوا رفضاً قاطعاً تحميل سكان غزّة المسؤولية الجماعية عن فعل فئة كانت تعلم أن مغامرتها الصبيانية ستكون باهظة التكاليف، وسيدفع ثمنها الأبرياء.
الإخوان اعتقدوا أن الظروف أصبحت مواتية لهم، وجعلوا من خطوة حماس نصراً، وفرصة سانحة لتشويه من أسقطوهم في مصر وتونس وليبيا والخليج، فكثّفوا هجومهم بهذا الكم الذي نشاهده من الشائعات، واستدعاء صور قديمة ونشرها بعد التزوير، وجيّشوا شبكاتهم التي تديرها مراكز في المنافي والفنادق والمنتجعات الأوروبية، وللأسف، من خلفها شراذم ما زالت تعمل في دول شقيقة، ومعهم «فئران المحور» الذين تنصّلوا عن الاتفاقات السرية المبرمة مع حماس وغيرها، ودخلوا الجحور تاركين حشدهم الإلكتروني يكمل مسيرة الأكاذيب.
نحن ننطلق من تحت راية عالية، بيضاء ناصعة، لا تدنّسها بقع سوداء حاقدة، ولا تلتفت إلى أفعال فئة تتغذى على دماء أهلها وأرواحهم، وستبقى هذه الراية عالية تحت قيادة أهل الحكمة والمواقف الصادقة.
حفظ الله قادتنا، وأهلنا في غزّة.