هل يصل إلى خط النهاية؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيعيد جو بايدن ترتيب أوراقه، فالمترشح المستقل لانتخابات الرئاسة ديمقراطي أباً عن جد، وكان يأمل أن يختاره حزبه بديلاً للرئيس الذي أتعبته سنوات السياسة والقيادة، ولكنه لم ينسحب، بل قال قبل بضعة أسابيع إن سنه يزيده حكمة، وسيسعى إلى ولاية رئاسية ثانية، فذهب روبرت كينيدي الابن إلى الاتجاه الآخر، ليدخل معترك الانتخابات بعيداً عن الإرث العائلي، مستقلاً، لاستحالة تحوله إلى جمهوري أو مصارعة مراكز القوى في حزبه، ذهب بعيداً فأحدث صدمة شديدة جعلت بايدن يبحث عن مسارات جديدة لتجميع الأصوات.

أما الطرف الآخر في اللعبة الانتخابية، ذلك المشاغب الذي لم ينس ثأره من نتائج انتخابات 2020 المشكوك فيها حسب قناعته، وهو دونالد ترامب، فقد أضاف إلى قوائم الاتهامات الموجهة إليه ومحاكماتها بنداً جديداً اسمه روبرت كينيدي، رغم أن ترامب كان إلى أيام قليلة يشيد بهذا الرجل ويمدحه، ولكنها السياسة التي يعرفها جيداً، فهو على قناعة تامة بأن المنافس الجديد سيسحب عدداً غير معلوم من مؤيديه!

إعلان روبرت كينيدي الترشح مستقلاً أشعل الحملات الانتخابية، وأحدث إثارة غير متوقعة، وهذا سيحفز المترددين من الناخبين على الإدلاء بأصواتهم، ولأن نسبتهم عالية ومؤثرة، فهي تقارب نصف من يحق لهم التصويت، شعر المتنافسان بشيء من الخوف، فالخطر يحيط بمكانة حزبي «الحمار والفيل»، ولأنهما راسخان ضمن «سراديب» الدولة العميقة تصبح كل الاحتمالات متوقعة طوال المدة المتبقية على الانتخابات، والتي ستزيد شهراً فوق السنة، فقد نرى أسخن وأعتى المعارك الانتخابية في تاريخ الولايات المتحدة، وأحداث انتخابات 2020 ما زالت حية في الذاكرة الأمريكية والعالمية، حيث كاد المحتجون على النتائج أن يسقطوا الدولة بعد احتلالهم لمبنى «الكونجرس» وقاعاته.

قال روبرت كينيدي إنه يضم صوته إلى كل الأشخاص الذين سئموا، وكل الأشخاص الذين لديهم أمل، وذلك في بيانه الخاص بإعلان ترشحه مستقلاً. فهل يصل إلى خط النهاية؟!

 

Email