مر 11 سبتمبر وكأنه يوم من أيام السنة العادية، لم يتذكره العالم، حتى في موقع الحدث، لم يحضر رئيس الولايات المتحدة الاحتفال السنوي بمشاركة عائلات الذين سقطوا في ذلك اليوم من عام 2001.
عقدان من الزمان كانا كفيلين بأن نستخلص الدروس من تبعات ما حدث في نيويورك، وما حدث بعدها في كابول وكل أفغانستان وفي العراق، أكثر البلدان تضرراً من الحروب الانتقامية التي شهدها العالم بعد انهيار الأبراج، رغم أن الذين ارتكبوا ذلك الجرم المشهود ليسوا إلا ثلة منحرفة من تلاميذ الأجهزة الاستخباراتية الغربية، وفي مقدمتها المخابرات المركزية الأمريكية، ابتداءً من «بن لادن» وانتهاءً بالظواهري، ومعهما كل أتباع التنظيم الذي سمي «القاعدة»، والحصيلة ترك البلدين في دوامة الصراعات الداخلية.
كان العقاب قاسياً، وكان الضحايا هم الأبرياء من الناس، أولئك الذين تكالبت عليهم الأحقاد، من حملوا إثم المتطرفين المتقاتلين، من تلاعبوا بانتماءات تجاوزت السياسة حتى وصلت إلى المذهبية والعرقية، وفي النهاية بعد كل هذه السنين تم تشريد الملايين، وقتل حسب الهوية والمعتقد الآلاف دون ذنب، وبقايا «القاعدة» ما زالوا منتشرين.
لا يجرؤ أحد على تنظيم مؤتمر أو ملتقى أو حتى جلسة تضم بضعة خبراء من مراكز أبحاث استراتيجية محترمة، تناقش الذي حدث، وتطرح أسئلة مشروعة ما زال الكل يرددها، وهي كيف وصل الخاطفون إلى غرف الطيارين؟ وكيف قادوا الطائرات العملاقة؟ وكيف مروا في الأجواء حتى بلغوا أهدافهم؟ ولماذا تم ربط العراق بهذه العملية التي أعلنت أسماء مرتكبيها قبل أن تخمد نيران أبراج نيويورك؟
وحتى لا تخرج الإجابات أصبح 11 سبتمبر يوماً عادياً من أيام السنة، ففي الإجابات ستكشف الأسرار، وستظهر النوايا الحقيقية لما حدث في ذلك اليوم، والنتائج قد تجيب عن بعض التساؤلات، أما الحقيقة كاملة فهي في طي الكتمان، حتى ينسى العالم ما حدث في 11 سبتمبر 2001 وبعده.