«كوفيد» والعودة للخلف

ت + ت - الحجم الطبيعي

كدنا أن ننساها فأعادوا تذكيرنا بها.

تلك «كورونا» التي فككنا من قيودها بشكل كامل في العام الماضي، والتي يسمونها «كوفيد 19»، وهي «أم المتحورات»، هل تذكرونها؟ فيتا وسيغا وكيتا، وما زاد أو قل، وكان آخرها قبل الرحيل «أوميكرون»، واعذروني أن نسيت بعض الأسماء أو أخطأت في لفظ البعض الآخر، فلا عتب علينا لأننا كنا نعيش في رعب وعملية تخويف منظمة طوال عامين كاملين، من منظمات دولية وشركات أدوية تجارية ومراكز تطعيم وأوامر صارمة، وكان كل واحد منا «مشتبهاً به» إذا «كح» أو «عطس»، «ويا ويله» إذا ارتفعت حرارته، وكانت الكمامات كاتمة لأنفاسنا، والمعقمات في جيوبنا، لهذا نسينا كل شيء بعد أن تجاوزنا عدة أشهر من العام الماضي، وقيل لنا ارفعوا الحواجز، فأصبحت علب القفازات والكمامات وغيرها ذكريات من الماضي فوق طاولاتنا!

نعم نسيناها، ولا نريد أن نعود إلى العيش في قلق بسببها، ولكن «تيدروس أدهانوم غيبريسوس» أمين عام الصحة العالمية لا يريد أن ينسى، وما زالت تحذيراته مستمرة، فهو قلق على العالم كما يقول من «اتجاهات مثيرة» لهذا الوباء قبل حلول فصل الشتاء، خاصة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ولم ينس أجزاء من الشرق الأوسط وآسيا، ويحذر مع مساعديه من برودة الشتاء في بعض البلدان، حيث ستكون الفرصة سانحة لانتقال الفيروسات خلال تجمعات العائلات داخل البيوت، وأعادوا «حكايات 2020» بإجراء الاختبارات وتلقي التطعيمات!

وغداً ستكون هناك دعوات جديدة، فالجميع يجب أن يستفيدوا بعد أن توقف إنتاج مصانع الملحقات المرافقة للتطعيم بجرعاته المعززة، وستنشر أرقام للإصابات والوفيات التي تقول منظمة الصحة العالمية إنها بلغت مئات الآلاف، وستضاف أسماء «الأطفال الجدد لكوفيد 19»، والتي بدأت تأخذ أرقاماً غير معروف من أين تأتي مثل «أي جي 5» أو «بي أيه 2.86»، وما يستجد.

وبعد كل ذلك، هل نخاف؟ هل نقلق؟ أو ماذا نفعل؟

Email