الولاية الأصعب

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهت أطول انتخابات رئاسية تشهدها تركيا في تاريخها الحديث، وحافظ رجب طيب أردوغان على وجوده في سدة الحكم لولاية ثالثة، وهي فترة أصعب من كل الذي مضى.

حاول كليتشدار أن يحدث تغييراً، وكاد ينجح في المرتين، ولم تزد نسبة الفارق بينهما على خمسة في المئة، وهذه ربما تكون أصوات الناخبين غير المنتمين إلى الأحزاب، أولئك الذين يملكون حرية منح أصواتهم لمن يرونه الأنسب، من يتبعون قناعاتهم وليس انتماءاتهم، ومن يقيسون الأمور بمقياس الأفضلية بين المرشحين، والأفضلية تعني من القادر على قيادة بلادهم إلى بر الأمان وسط العواصف التي تعصف بالمنطقة المحيطة بهم، ومن كل الاتجاهات، مخلفة أزمات تطال استقرارهم وقوتهم، هؤلاء هم من أحدثوا الفارق وليس التحالفات مع اليمين أو اليسار، فالرئيس في نظرهم أصبح أكثر واقعية بعد عشر سنوات من الانجرار خلف «سراب» كاد يتسبب في ضياع منجزات كبيرة تحققت قبل 2011 وما تبعها، وبدأ مرحلة جديدة تحتاج إليها تركيا، وكأنه نسخ مشروع انتهاج سياسة «تصفير المشاكل»، فحصل على الأغلبية التي منحته «صك» استكمال ذلك المشروع.

رفض الأتراك اختيار وجه جديد، حتى لا يعود بهم إلى نقطة الصفر، ويدخلهم في متاهات عدم الحياد في النزاعات، وخاصة نزاع روسيا وأوكرانيا، أو بالتعبير الآخر الغرب وروسيا في أوكرانيا، فالنار قريبة وقد تمتد في أي لحظة، واختاروا من نأى بنفسه وببلاده عن ذلك النزاع، وتمكن بخبرته أن يتحول إلى وسيط استطاع حل قضية تصدير الغذاء لتخفيف المعاناة العالمية، وفي الاتجاه الآخر لأردوغان مواقف لا يمكن إنكارها تجاه الإرهاب وتنظيماته.

وفي القضية التي تحدثنا عنها يوم أمس، وهي قضية اللاجئين السوريين، للرئيس أردوغان موقف واضح، يختلف كل الاختلاف عن الأحزاب والتحالفات التي شاركت في الانتخابات، فهو مع عودة اللاجئين إلى بلادهم، ليس بالأسلوب الهمجي الذي نادى به البعض، ولكن بالتشاور والتنسيق مع الأطراف المعنية، من أجل بيئة مناسبة لاستقبال العائدين طواعية.

Email