عودة الخفافيش

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرّة أخرى يلوّحون بوباء جديد ويطالبون العالم بالاستعداد المسبق للمواجهة المحتملة.

رئيس منظمة الصحة العالمية طالب شركات الأدوية قبل أيام بتجهيز اللقاحات المضادة للأوبئة القادمة في الطريق، وطالب بزيادة تمويل منظمته حتى يكون على أهبة الاستعداد، ولم يقل لنا ما هو الوباء أو من أين سيأتي، وبعده خرجت تصريحات من أطباء يحذّرون، وكل واحد منهم يذهب إلى اتجاه، وكأنهم كانوا ينتظرون إشارة خضراء من الجهة المسؤولة في العالم حتى يدلوا بدلوهم، ولا يقدّمون معلومة واحدة مؤكدة.

إنهم يتحدثون عن عودة الخفافيش، وهذه المرّة من غابات وكهوف الأمازون، هناك في البرازيل، وليس في الصين، فهم يضعون «سيناريو» مختلفاً حتى لا تكون الأوبئة والجوائح متشابهة، والصين في هذا الوقت ليست بحاجة إلى تهمة جديدة من صنّاع التهم، ويكفيها ما صدر مؤخراً عن مسؤول بريطاني بأن الصين تشكل أكبر خطر على العالم، وقرارات المقاطعة ومنع التقنيات الحديثة عنها، وحظر استخدام صناعاتها المتقدّمة في دول الغرب، والبرازيل بحجمها وبيئتها المتنوّعة، يبدو أنها الأفضل لاحتضان الوباء الجديد.

إنهم يرعبون العالم، باختصار ودون مجاملة هذا ما يحدث، أحدهم فرغت خزائنه ولم يجد غير الترهيب وسيلة للحصول على تمويل، وآخرون يريدون الشهرة، ويذكروننا بخبير الزلازل الذي مازال يحذّر من كوارث قادمة، ولكنها تتأخر عن القدوم، أو ذلك الطبيب الذي يلبس الرداء الأخضر وهو يتحدّث عن إنجازاته، ولم يؤكد أقواله أحد، ولا يصمت، فأرقام متابعيه تزداد، ووسائل الإعلام تطارده، وفي النهاية يختفي كما اختفت أبحاث «كورونا»، وما زلنا ننتظر معرفة مصدرها، وهل هي ناتجة عن فيروسات تحملها الخفافيش؟ أم هي ناتجة عن تسرّب لتجارب على الفيروسات في مختبر علمي صيني؟!

بعد كل اللّغط الذي يثار حول ما حدث خلال عامي 20 و21، وبعد أن تعلّمت البشرية الدرس، ومعها الدول بالتأكيد، لن نذهب إلى كهوف البرازيل في غاباتها الماطرة لنبحث عن الخفافيش!

Email