يمضي العمر، وتتبدل الأحوال، وتبقى منارات ولدت لتشع نوراً في سمائنا.
«البيان» تاريخ، استمرت 43 سنة حتى الآن، وسجلت بعداً ثقافياً ومعرفياً منذ انطلاقتها في نهاية العقد الأول لتأسيس دولة الاتحاد، وشكلت إضافة كنا بحاجة إليها في ذلك الزمان، لتقف مع من سبقوها من صحف أو وسائل إعلام أخرى، وتصبح ركيزة من ركائز مسيرتنا المتوازية مع الانطلاق بكل ثقة وثبات لمسيرة التنمية واللحاق بركب التشييد وبناء هذه الشخصية المتفردة التي نراها أمامنا.
العاشر من مايو 1980 كان يوماً محفوراً في الذاكرة، يوماً لا ينسى، بالنسبة لي لارتباطي بهذه المهنة، وبالنسبة للذين راهنوا على «البيان»، ووضعوا الهدف المنشود من إطلاقها، صاحب الفكرة عليه رحمة الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وفرق العمل التي جندت وأنجزت، تحت إشراف العيون التي لا يغمض لها جفن، عيون من تعهدوها ومازالوا، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
في فجر ذلك اليوم حرصت على رؤية «البيان» قبل أن تصل إلى نقاط البيع، ومازال ذلك الوليد في نسخته الأولى معي، لأنه يمثل مرحلة من مراحل تطور الصحافة في دولة الإمارات، الصحافة التي كانت ولا تزال في نظر قادتنا ضرورة، لهذا كانوا ولا يزالون هم سندها، وهم مصدر دعمها المعنوي أولاً والمادي ثانياً، وهم من اعتبروها «عيناً ترصد» و«فكراً يرفد» رحلة البناء.
خرجت «البيان» أجيالاً من الصحفيين، ومر عليها كتاب وشعراء وأدباء ساهموا جميعاً في أهم فترات النهضة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، وتولت إدارتها قيادات تستحق الإشادة لما بذلته منذ انطلاقتها، وعندما نذكر «البيان» لا تفارقنا صورة الشيخ حشر بن مكتوم والأستاذ خالد محمد أحمد.
ومازالت المسيرة مستمرة، الأجيال الجديدة تعمل على أن تبقى «البيان» منارة من منارات إعلامنا الوطني.