«كما وصلني»

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا قرأت ملاحظة في أسفل التغريدة بأي حساب على «تويتر»، وفيها يحاول صاحب ذلك الحساب أن يتنصل من المسؤولية بوضع ملاحظة في الأسفل، ونصها «كما وصلني»، فاعلم بأنه ينقل «إشاعة» وليس معلومة!

«كما وصلني» تعني أنني غير متأكد مما أنقل، وغير واثق من الحساب الذي نقلت عنه، وأن المضمون قد يثير بعض المشاكل، سواء مع الأشخاص المذكورين، أو مع الجهات المسؤولة، وأنني شبه متأكد بأن هناك من ستؤذيه تلك التغريدة، وستؤذي أفراد أسرته، وتحرجه في المجتمع، خاصة إذا كان المعني بالأمر من الشخصيات العامة، وهم في الغالب من تستهدفهم الشائعات، ويتقصدهم أصحاب الحسابات حتى يضاعفوا أعداد المتابعين، ومع ذلك أدفع نحو اتساع الضرر، ثم وبكل بساطة أضع تلك العبارة الفاقدة معناها لأحصن نفسي!

إن كان مطلق الإشاعة معرضاً للمحاسبة القانونية، فالمروج محاسب أيضاً، لا تنفعه تلك العبارة، ولا تحميه، لأنه شريك في الخطأ، وشريك في الضرر، وقد يكون صاحب «كما وصلني» متابعاً من عدد يفوق ذلك الذي «رمى» الإشاعة في طريقه، ويكون الضرر الذي سببه أكبر وأفدح، ويمكن أن يواجه المساءلة والعقوبة دون أن يبحث عن مصدر الإشاعة!

التغريد في «تويتر» ليس تسلية، بل مسؤولية، فهذه المنصة هي وسيلة نشر، وكل كلمة تكتب لا تسحب ولا تمسح، بل تنتشر بين الناس، والكلمة لها تبعاتها، وأغلب المغردين، وعلى رأسهم المشاهير الذين يسمون بالمؤثرين، أقول لكم، أغلبهم لا يعرفون أن الخصوصية والسمعة والمكانة لا يمكن التعدي عليها، وأن هناك قوانين تحكم البشر وتحمي الناس، وبعضهم سقط في فخها، وتمت محاسبته، ومع ذلك لم يرتدع، ليس لأنه عنيد، لا، بل لأنه جاهل بقواعد المجال الذي دخله «معلناً» و«مسوقاً» للمطاعم وغيرها، ثم اكتشف بأنه أصبح مؤثراً!

Email