الذكاء الاصطناعي وسيلة لخدمة البشرية، وليس بديلاً عن البشر.
تلك قاعدة على الجميع أن يستندوا إليها، ولا يندفعوا خلف ما يروج له من قبل شركات التكنولوجيا المتطورة و«سماسرة التطبيقات»، وعندها، عند هذه القاعدة، لا بد للحكومات أن تتدخل بكامل قوتها، قبل أن تتعقد الأمور، وينفلت خيط ذلك الوحش الافتراضي من يد الجميع.
المبتكرون بدأوا يخافون من ابتكارهم، يخشون بلوغ نقطة اللاعودة، ويخرج ذلك الذكاء الاصطناعي بعد تمكينه الرسمي عن السيطرة، ولحظتها ستحل الكارثة، وسيكون البشر سبباً في القضاء على البشر!
الروبوت جسم معدني، وعقل مبرمج، يعمل بناءً على رقائق متناهية الصغر تغذي بعضها البعض، وتتبادل المعلومات المخزنة في محركات البحث العملاقة، والتي لا يُعرف عنها شيء، ولا عن الذين خزنوا بداخلها الملفات، هل هم صادقون؟ هل معلوماتهم موثوقة؟ وهل نواياهم ترتكز على خدمة البشر وتسهيل أمورهم؟ ومن يملك القدرة على تحريكهم؟
والروبوت أو التطبيق الذي ستحمل به أجهزة الكمبيوتر معرض للاختراق، فالجيوش «السيبرانية» مجهزة بكل التقنيات الفاعلة في «القرصنة» المنظمة، وأي خلل قد يصيب الذكاء الاصطناعي لا يعلم إلا الله إلى أي منزلق سيقود هذا الكون، فهناك عصابات تبتز، ودول تتجبر، وأشخاص يسعون إلى الشهرة، وأموال تنتقل في الفضاء الافتراضي يمكن تحويلها إلى أوراق نقدية وحسابات محمية وثراء فاحش!
والروبوت لا يملك حواسَّ، لا عقل ولا قلب يجمع بينهما، ولا عين ترى، ولا أذن تسمع، ولا أنف يشم، ولا مشاعر لديه أو عواطف، هو جهاز صلب، يقوم بعمليات حسابية، لكنه لا يفكر، يخزن معلومات، لكنه لا يبتكرها، تمر من تحت يديه كل يوم ملايين الأخبار والمعلومات المزورة، وهو غافل عنها، غافل لأنه جماد معدني صلب لا يملك روحاً تقوده إلى التفرقة ما بين الحقيقة والكذب.