لن نتوقف

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيكون هناك «راشد 2» وثلاثة وأربعة، وإلى ما يشاء الله، فهذا مشروع علمي، له حسابات، وله معايير، وله ظروف زمانية ومكانية قد تنجح المهمة وقد تفشلها، وفي العلم يكون «التعثر» حافزاً على الاستمرار، وليس العكس.

لم يصل «المستكشف راشد 1» إلى موقع مهمته على سطح القمر، لسبب ما قد تعلمه الجهة، التي تتبعها المركبة، التي كانت تحمل المستكشف، وهذا أمر يحدث للعلماء، ومراكز البحث العلمي في مختبراتهم، وفي تجاربهم، ومع ذلك يواصلون العمل والتفكير حتى يصلوا إلى النتيجة التي يريدونها، ودعونا نتذكر صاحب «الجاذبية».

ذلك الذي لم يستطع أن يفسر سبب استقرار الكائنات والأشياء على الأرض، ولم يستطع أن يجد اسماً لذلك الشيء، حتى شاهد «التفاحة» تسقط من الشجرة، وبدأت رحلته مع علم أصبح مقدمة لمئات من الاختراعات والعلوم الفرعية، ونتذكر معه ذلك العالم صاحب الصرخة المدوية «وجدتها.. وجدتها»، وهو في «مغطس» ماء تعرف على ما كان يأبى أن يفتح له الطريق!

صاحب المبادرة، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رفع درجة التحدي، معلناً بأننا هنا في دولة الإمارات لا نتوقف، ولا نلتفت إلى الوراء، بل ننظر إلى الأمام، إلى المستقبل، «فنحن دولة تأسست على الطموح منذ 2 ديسمبر 1971، فالقادم أجمل وأعظم وأكثر جرأة»، والجرأة هي دون أدنى شك من نقلتنا خلال عشر سنوات من قرار سموه بإطلاق مؤسسة «محمد بن راشد للفضاء» من الصفر إلى إرسال مستكشف إلى القمر، ومسبار إلى المريخ «وصنع فريقاً من شبابنا وبناتنا قادرين على إدارة مشاريع فضاء متقدمة».

هذه بلاد تأسست على الشجاعة، منذ يوم ولادتها كونها دولة اتحادية، بينما كل تجارب الاتحاد العربية التي سبقتها فشلت، وبُنيت الدولة بفضل قياداتها طوال نصف قرن على تحدي الصعاب، وإطلاق المبادرات، فأثمرت نموذجاً فريداً في تاريخ الدول، وأبرزت فكراً نادراً في الطموح والبحث عن الأفضل والأجمل.

حفظ الله شيوخنا وسدد خطاهم.

 
Email