أقول

كاذبون ولو أقسموا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحد قادة الإخوان في السودان بثّ تسجيلاً صوتياً عبر وسائل التواصل، أراد من خلاله الإعلان عن هرب رموز ذلك التنظيم الإرهابي من السجن، وفي نفس الوقت حاول أن يجعل التفاصيل مختلفة عن هرب مساجين التنظيم من السجون المصرية خلال الفوضى الناتجة عمّا يسمى بثورة 25 يناير 2011.

سرد ذلك الإخواني الذي كان ضمن نظام البشير قصة مشوشة، بدأت بقصف عشوائي للسجن من الأطراف المتقاتلة، وهروب قيادات أمنية وسجناء، بينما بقي هو ومن معه من التنظيم تحت حراسة عشرة أشخاص، يتعاونون على معالجة المصابين، حتى قرر الحرّاس نقلهم إلى المحكمة لاستصدار أمر بالإفراج عنهم، وتنقّلوا في الشوارع التي اختفى الناس منها، ولم يصلوا إلى المحكمة، وعندها اتخذوا قرار عدم العودة إلى السجن حتى يحموا أنفسهم بأنفسهم!

والغريب في رواية ذلك الشخص أنه تعهّد بعد استتباب الأمن، وعودة الحياة إلى طبيعتها، أن يسلّم نفسه للأجهزة المعنية، وحتى ذلك الوقت، سيقف مع الشعب السوداني في معركته الوطنية، ويواجه من يحاول التعدّي على الوطن!

هكذا قال، وعندما يقول الإخواني شيئاً لا يؤخذ منه الصدق، ولو أقسم، فهم اعتادوا المواربة؛ لأنهم تربّوا عليها، فرسالته تلك لم تكن للتبرير، بل لطمس الحقيقة، حتى لا يكون خروجه ورفاقه نسخة مكرّرة لهروب «مرسي» وأتباع التنظيم المصري و«حماس» وحزب نصر الله اللبناني المسمى بحزب الله، عندما استخدموا «البلدوزرات» لهدم أسوار السجن، وأشعلوا النيران لتهريب الإرهابيين.

بينما كل المؤشرات توحي بأن مساجين الإخوان والنظام السابق هربوا من سجن «كوبر» في اليوم الثالث للاقتتال العسكري، والواضح أن صاحب التسجيل لم يجرؤ على الإعلان عن هروبه طوال أسبوع كامل، وذلك حتى يجد مكاناً آمناً في الداخل أو الخارج له ولكل الهاربين معه، وستكشف الأيّام القادمة طريقة الهرب وأسماء الجهات المشاركة في قصف السجن وتهيئة الفرصة لإنجاح العملية المدبّرة من التنظيم.

تاريخهم يتحدّث عنهم، منذ أن أسستهم سلطات الاحتلال البريطاني في مصر عام 1928، كاذبون، منافقون، مجرمون، وخونة لا عهد لهم ولا ذمّة، يبيعون الأوطان، ولا يتردّدون لحظة في إراقة الدماء من أجل مصالحهم.

Email