تحية لسيناء في عيدها

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرت يوم أمس ذكرى تحرير سيناء الحادية والأربعون بعد احتلال دام خمسة عشر عاماً، حدث خلالها الكثير، ولكنها عادت كما كانت، أرضاً مصرية لا تنفصل ولا تنقسم ولا تقبل بالغريب فوق ترابها.

خطط كثيرة طالت سيناء خلال الاحتلال، أولاها جعلها جبهة محصنة تمنع عبورها، وثانيتها تحويلها إلى مصدر إنتاج زراعي عبر التقنيات الحديثة، وثالثتها استغلال سواحلها ومناطقها الأثرية لاستقطاب السياح، ولم تغمض عين مصر عن سيناء أبداً، منذ الأشهر التالية لهزيمة يونيو 1967 بدأت العمليات النوعية فوق أراضيها، حتى لا يستقر المحتل، ويعلم بأنه يمسك بأرض ملتهبة، ثم تبعتها حرب الاستنزاف، وبني على امتداد ضفتها المقابلة لقناة السويس خط سمي «خط بارليف»، أجمعت كل التقارير الاستخبارية والإعلامية والعسكرية على أنه منيع ولا يمكن عبوره لعظمته.

ولكن الجيش المصري وإرادته كانت أعظم من تحصينات «بارليف»، ولم يحتج في عبوره والسيطرة عليه سوى بضع ساعات، في حرب أكتوبر 1973، حيث استعادت مصر أجزاء من سيناء قبل تدخل الوسطاء ووقف إطلاق النار.

وبعدها كانت المفاوضات، وكان الموقف الحاسم من مصر، ورفضها كل المحاولات باقتطاع بعض المناطق، وأصرت على استعادة كل تراب سيناء.

تلك الأحداث من 67 وحتى 82 كانت درساً قاسياً تعلم منه البعض ولم يتعلم البعض الآخر، وعلى رأس الذين لم يتعلموا الجماعة الإرهابية المسماة بالإخوان، وخاصة بعد تحقيقهم قفزات نحو السلطة خلال الربيع «الأوبامي» في 2011، ومعهم فرعهم في غزة بقيادة حركة حماس، ومن خلفهم كانت تقف إدارة باراك أوباما بقيادة وزيرة خارجيته «هيلاري كلينتون»، والجماعات التكفيرية المجرمة، وخططوا جميعاً لإحداث الفوضى تمهيداً لتوقيع «اتفاقية التنازل عن ثلث سيناء» للعملاء من أمثال هنية وأبو مرزوق وبمباركة القرضاوي وبديع ومرسي، فأسقطتهم جميعاً سيناء، الأرض التي لا تمر عبرها جيوش الأغراب إلا هزمت، ومن لديه شك فليسأل المغول والصليبيين وجنود «دايان» واتباع الإخوان، والثالث من يوليو 2013 ليس ببعيد.

تحية لسيناء في عيدها.

Email