من ينقذ السودان؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تُرك السودان في مهب الريح، تأخذه إلى حيث يشاؤون، فالذين يعبثون هناك كثر، كل واحد منهم يملك وسيلته الخاصة.

عندما ينشغل الغرب بإجلاء رعاياه فقط، علينا أن نتوقع أن الاقتتال لن ينتهي قريباً، وعندما تعود جماعة الإخوان إلى «سيناريو» الربيع العربي نتأكد بأن هناك مخططاً لم يكتمل.

الوضع الحالي يؤشر إلى أمنية كانوا يتمنونها منذ أن وضعت خرائط الشرق الأوسط الجديد، والسودان إذا لم تمد إليه يد الدول العربية الفاعلة سريعاً قد يدخل مرحلة «التفتت»، كما حدث في ليبيا، ميليشيات وبقايا قوات مسلحة، وزعماء تنظيمات وحركات حزبية وجهوية، تنتج عنها إدارات تتكلم بلغة السلاح، وفوضى يرافقها تهجير وقوافل لاجئين، وثروات تنهب لتمويل تلك المجموعات.

من يتابع مواقع الإخوان ومنشوراتهم سيعرف بأنهم يعيشون حالة أمل جديدة، إنهم يتوقون إلى العودة بعد الضربة الموجعة التي وجهت إليهم في منتصف 2013 وقتلت أحلامهم، وما حالة الانتشاء الظاهرة عليهم إلا تعبير عما يخالجهم، فهم يعتقدون بأن الفرصة أصبحت مواتية، وأن بقعة من بقاع السودان قد تكون من نصيبهم، وربما السودان كله، ومنه تكون العودة، ويكون تنفيذ المخطط الذي رسم في الغرف المظلمة!

لن تحسم الأمور بيانات ونداءات صادرة عن مجلس الأمن الدولي، أو جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، فهؤلاء لن يحافظوا على وحدة السودان، ولن يوقفوا التقاتل بين الأذرع العسكرية المتحاربة، ولن يقدروا حجم المؤامرات التي تحيق بهذا البلد، ولن يفشلوا تحركات الإخوان وغيرهم، ولن يمنعوا الطامعين من التدخل، فقط الدول العربية الفاعلة قادرة على ذلك، وهي معروفة للجميع، لأنها تشكل ركائز الأمة الثلاث، إذا سعت كانت المصلحة العربية العليا هدفها، وهي مصر والإمارات والسعودية، فهي الأكثر موثوقية لدى السودانيين، وهي التي عرفت بأنها حريصة على إنهاء الأزمات والتخفيف من معاناة الأشقاء، وتحطيم آمال العابثين.

Email