خلف كل مصيبة يقفون

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا اختل الأمن، وساد الاضطراب، وانتشرت الفوضى في أي بلد من بلاد العرب والمسلمين، ابحث عن «اليد القذرة» التي تعيث فساداً، خافية كانت أو علنية.

الخريطة أمامكم، ونقاط العبث واضحة لكم، وآخرها السودان، وهو غير بعيد عن «جماعة» تعيش على الدمار، وتتغذى من معاناة الناس، فالعابث معروف، ملامحه تنعكس على الأحداث التي نشهدها هذه الأيام، ويكاد أهل السودان يجمعون على أن بقايا تنظيم الإخوان الشيطاني هي التي قسمت رفقاء السلاح إلى فريقين، وأوصلت الأمور إلى الصدام الدموي المدمر، فهم، أي «الإخوان»، ما زالوا يمسكون بمفاصل الدولة.

ويحركون الأمور في الخفاء إلى الاتجاه الذي يأملون أن يعيدهم إلى السلطة، فهم اليوم يستثمرون التسامح الذي حصلوا عليه بعد إسقاط نظامهم في عام 2019، ويأملون في العودة بعد ضرب القوى الحاكمة أو تلك المؤثرة، وهي القوى نفسها التي عطلت مشروع تفكيك حزب «الإخوان» وتنظيمهم السري بحجة أنهم أحد مكونات البلاد.

ذلك هو الخطأ الذي وقعت فيه الدول المتأزمة اليوم، والأمثلة أمامنا، ابتداءً من الصومال الذي أنهى ثلاثة عقود من التدمير المنظم رغم كل محاولات تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية والعسكرية، وحركة الشباب تعدُّ نموذجاً لأسلوب تلاميذ «سيد قطب» بالحياة من تحت الأنقاض، فهم يتمتعون بذلك، وقد يكون النموذج الآخر في أفغانستان، والثالث في اليمن.

حيث تتبدل التحالفات مع تبدل الظروف، ولا ننسى «الغنوشي»، الذي أدخل السجن قبل ثلاثة أيام، وأغلقت جميع مكاتب الحركة الإخوانية التونسية المسماة «حركة النهضة»، وهو رئيسها، وعندما شعر بأن الظرف مواتٍ له أطلق تصريحاً يهدد فيه بحرب أهلية، فـ«الإخوان» يعتبرون التسامح ومحاولات الاستيعاب ضعفاً.

القائمة طويلة، والنتائج واحدة، وهي أن «الإخوان» يقفون خلف الدمار الذي طال دولاً عربية وإسلامية منذ عقود، وزاد تحركهم وسعيهم نحو السلطة بعد ربيع 2011، ولأنهم لا يعترفون بالأوطان فلا تؤثر فيهم حياة من يعيشون في تلك الأوطان.

خلف كل مصيبة تجد يداً قذرة يحركها فكر إخواني قذر.

Email