يحدثون بنعمة ربهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

اقتربنا من نهاية شهر الخير والبركة، رمضان الكريم، المبارك على هذه الأمة، حيث تتجلى صور من أجمل وأروع الصور الإنسانية، في كل بقاع الدنيا، أينما يوجد المسلم، تبرز قيم جُبلنا عليها، فالكل يسعى لعمل الخير، الفقير العابد، والغني القادر والحافظ لوصايا سيد خلق الله وإمام الأنبياء، محمد صلى الله عليه وسلم، تنفتح الأيدي، وتطيب النفوس، ويتواصل الناس مع الناس، ويتنقل العطاء من بيت إلى بيت، وتفيض المحبة حتى تملأ الأرض.

في وطننا، هنا، في دولة الإمارات، نرى نبعاً يتدفق، فتصل الأيدي البيضاء الممدودة إلى الجميع، شيوخ كرام يحدثون بنعمة الله عليهم، وشعب تتلمذ على أيديهم، ففتحت أبواب بيوتهم، لتخرج نعم الخالق الكريم تعالى شأنه، إلى كل محتاج، ويمتد العطاء ليذهب بعيداً، إلى حيث يوجد الفقراء، وخاصة أولئك الذين نكبوا وارتحلوا إلى الخلاء، يصلهم حقهم على القادرين الحافظين لدينهم وتعاليمه.

هنا، لا تتوقف المبادرات، واحدة تلو الأخرى، في كل عام، نسمع ونرى ونتابع مساعي أولياء الأمر، ونشعر بقيمة من يتقدمون صفوفنا مع رئيس دولتنا، الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، وكان آخرها مبادرة «وقف المليار وجبة»، تلك التي نعايشها بكل تفاصيلها منذ اليوم الأول للشهر الفضيل، ونسجلها مع التاريخ، بأنها سابقة لم تحدث طوال 14 قرناً، وقف شرعي يوفر مليار وجبة سنوياً، وقف مستدام بإذن الله، أتحفنا بها صاحب المبادرات و«الأوليات»، الشيخ محمد بن راشد، أعزه الله ورعاه، ليكمل مشروعه الرمضاني الذي بدأ بمليون وجبة، واكتمل بمليار وجبة، فتوّجه بصدقة جارية لا تنقطع، ولا ينقطع أجرها، فهذا الوقف سيجري خيره على كل محتاج يمر بظروف قاهرة، سيجري كما تجري الأنهار لتحيي الأرض ومن عليها.

ونحن في الأيام الثلاثة الأخيرة من العشر الأواخر، ندعو لهذه الأمة بالخير، وندعو لوطننا ورئيس دولتنا، ولكل شيوخنا، ولشعبنا الوفي، ونسأل الله أن يديم نعمه علينا.

Email