النظرة السلبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لأول مرة تدخل الولايات المتحدة لائحة التصنيف عند «موديز» وأخواتها، ولأول مرة يوضع الاقتصاد الأكبر في العالم في خانة «النظرة السلبية»!

كنّا ننظر إلى تلك الجهات المتخصّصة في تصنيف اقتصادات العالم، على أنها وسيلة «إمبريالية»، تستهدف الدول النامية التي لا تسير ضمن ركب الولايات المتحدة، نحسبها مدفوعة للضغط على تلك الدول، مثلها مثل منظمات حقوق الإنسان، التي تصنّف العالم، ولا تقترب من دول الغرب، فمن هناك يأتيها التمويل.

وقد تغيّرت تلك النظرة «موديز» كانت جريئة، بعد بضعة أيام من انهيار أول بنك أمريكي، فتحت أعينها، وبعد أن انضم البنك الثاني إلى الاستحواذ والإدارة الرسمية من الجهات الحكومية، ثم تبعه الثالث، ومع تدخّلات البنوك المركزية، وشراء أصول فروع تلك البنوك في أوروبا، ومع تزايد الحديث حول بنك «كريدي سويس» السويسري الأشهر عالمياً، وبعد أن طغى اللّون الأحمر على مؤشرات البورصات الأمريكية والأوروبية، وانتشار العدوى إلى بورصات العالم، هنا، لم تستطع «موديز» أن تدفن رأسها في التراب، وأصدرت تقييمها الجديد للاقتصاد الأمريكي، ونقلته من «مستقر» إلى «سلبي».

ماذا يعني ذلك؟

ببساطة، وحسب فهمنا المتواضع لنظرات جهات التصنيف، ذلك يعني إشارة تحذير للمستثمرين، سواء الذين كانوا ينوون دخول السوق المالية الأمريكية، أو أولئك الذين استثمروا بالفعل هناك، فالنظرة السلبية تعني أن الأموال قد تتبخّر في لمح البصر، وعليهم أن يتداركوا الأمور، وهذا ما حدث، فالكبار الذين فاجأهم بنك وادي السيليكون، لم ينتظروا البنك السويسري حتى يعلن عجزه، وسحبت منه الأموال.

وما زال مسلسل الأزمة المالية الأمريكية الجديد في بدايته، والقادم لن يكون سهلاً.

Email