أطلقوا الكذبة وصدّقوها

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليست هناك كائنات فضائية.

ضعوا نقطة آخر السطر، فهذه هي الحقيقة، وكل ما يقال مجرد خيال لصنّاع السينما العالمية، وبؤرتها هناك في «هوليوود»، حيث تخرج الأوهام التي تراود «سكّيراً» أو «حشّاشاً»، أو خرّيج مصح عقلي، ويرسم لنا قصصاً لا تستند إلى علم أو منطق أو حتى واقع ملموس ومحسوس!

تمادوا منذ أن أنتجوا سلسلة «حرب النجوم»، وحقّقت لهم مئات الملايين، ثم أتبعوها بمجموعات متلاحقة من القصص والأحداث التي لا تربطها أي علاقة بالصدق والحقيقة، مجرد أكاذيب حول «صحون طائرة»، وغزو فضائي للأرض، وانتشار أشخاص «ممسوخين» بدعوى أنهم سكان كواكب أخرى.

وبعد أن أدخلوا كل ذلك إلى أذهان جيل الشباب في الثمانينيات وما بعده، بدأت تطرح فكرة السلاح الفضائي والقوات الفضائية، وصرفت المليارات من الدول الكبرى، وهي نفسها، التي أطلقت الكذبة وصدّقتها، والرابح من كل ذلك في النهاية معروف، ولسنا بحاجة لذكره، فالمافيات الدولية تتحدث عن نفسها.

وتعالوا نعود إلى البداية، إلى الكائنات الفضائية التي تحدثت عنها المسؤولة في البيت الأبيض، عندما أرادت التهرّب من الأسئلة حول الأجسام الغريبة التي بدأت تظهر في أجواء الولايات المتحدة الأمريكية فقط، وضعوا خطوطاً حمراء تحت «فقط»، وأقول لكم، ليس هناك شيء اسمه «كائنات فضائية»، لا في الدين، ولا في العلم، فالثابت أن هذه الكائنات لم تذكر في الأديان السماوية، ولم ترد في التفسيرات، ولم يحلم بها أو يتخيّلها متفقّه أو متعبّد أو كاهن، ولم يؤكد معلومة واحدة عنها عالم في الروحانيات أو الفلك، ولم تثبت الأبحاث العلمية الناتجة عن رحلات الاستكشاف الفضائي وجود أي نوع من أنواع الحياة في ذلك الفضاء الشاسع الذي لا تحدّه حدود!

والخلاصة، أن هذا الذي يحدث في هذه الأيام، حلقة جديدة من حلقات العبث بالبشريّة، أبطالها من أغواهم «إبليس» وساروا على دربه!

Email