عروس المدن

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد زوّار دبي إلى عهدهم السابق في 2022، سنة انفراج الجائحة، تصاعدت الأعداد حتى اقتربت من ملامسة أرقام 2019، والكل ينظر بإيجابية إلى هذا العام، وهو الأول بعد تلك القيود والاشتراطات التي عهدناها سوية.

الزوّار تجاوزوا 14 مليون شخص، أغلبهم، إن لم يكن كلّهم، كانوا يعوّضون سنتين أُجبروا خلالهما على تغيير خططهم وتحرّكاتهم، ووجدوا دبي في انتظارهم، «عروس المدن»، وحلم كل سائح، وجدوها أكثر إشراقاً مما كانت عليه، فهذه المدينة اعتادت أن تكون محلّقة في فضاء خاص بها، لا يشاركها فيه أحد، ولا يشابهها في مسعاها أحد، لها طلّة تختلف عن الآخرين، أو لنقل عن «الأخريات» إذا كنّا نقصد المدن، أما إذا كنّا نتحدّث عن «فكر» هذه المدينة، والرجال الذين يرسمون خطواتها، ويحدّدون مدى رؤيتها، فنحن بالتأكيد نشير إلى الآخرين، من لم يتعلّموا في «مدرسة دبي».

عندما يتجمّد العالم تحت ضغط أزمة اقتصادية أو جائحة «كورونية»، تتحرّك دبي نحو ما بعد ذلك، هذا ما تعلّمناه بعد أزمة العالم الاقتصادية في 2009، وقد استفدنا، وطبّقنا نظرية البناء والتطوير والاستعداد لمرحلة جديدة خلال عامين هما أصعب ما يمكن أن تراه البشرية، ولأنها في عهدة رجل يميّزه التفاؤل، ويعرف ماذا يريد، وماذا تريد مدينته، لم تتجمّد دبي، لم تؤجل مشاريعها، ولم تنتظر انقشاع الجائحة، ومشت على الدرب الذي خطّه محمد بن راشد بيده وفكره، راسماً مواعيد الوصول إلى الهدف، وهدفه، حفظه الله ورعاه، لا حدود له، في هذا الفضاء الشاسع لا يضع الشيخ الحاكم والباني حدوداً لرؤيته، ولم يفكّر في ما يفعله الآخرون، ولا يبحث عن منافسة، قالها ذات يوم، فهو ينافس نفسه، يبحث عن التفوّق وهو المتفوّق، ويصنع الشيء من لا شيء، فصاحب الطموح إذا سعى يحقّق منجزات تلفت الأنظار، وتُعْجِز المقلّدين.

في هذا العام، سيكون للمدينة المتألقة حديث آخر مع الأرقام والمنجزات والرؤية الممتدة إلى البعيد، وستتحدى دبي نفسها من جديد.

Email