جسور الخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

غداً تنطلق «جسور الخير» الحملة الشعبية الخيرية لدعم المتضررين من الزلازل في سوريا وتركيا، تحت إشراف ورعاية الهلال الأحمر الإماراتي ومشاركة المؤسسات الإنسانية والخيرية، وتستمر لمدة أسبوعين.

الخير جالب للخير، فالدولة قيادة وحكومة وقوات مسلحة وإدارات رسمية متعددة لم تقصّر، وما نراه من صور وأفلام، وما نسمعه من حكايات حول عمليات البحث والإنقاذ، وعمليات إيصال الاحتياجات، قد تكون أوفت، ولكن ناسنا أيضاً يريدون أن يسهموا، ويقدّموا ما يمكن أن يكون سبباً في إنقاذ من يعيشون تبعات المأساة التي مرّت بأرضهم، وناسنا، أهلنا، محبّون للخير، هم أيضاً تربية زايد، طيّب الله ثراه، وهم أبناؤه وأبناء خليفة، عليه رحمة الله، وقد عايشوا خلال العقود الخمسة الماضية سرعة التحرّك في كل البلاد التي ضربتها الكوارث الطبيعية، من زلازل إلى فيضانات، وأمراض ومجاعات، أكلت الأخضر واليابس، وجفّفت الأراضي، وأهلنا يرون القائد وحكومته يؤدون الواجب باسم وطنهم وباسمهم، ومع ذلك هم يريدون أن يفعلوا شيئاً، حتى وإن كان بسيطاً.

غداً ستكون فرصة لمن يحبّون فعل الخير، وسيتوافدون على مراكز التبرّع، من يملك درهماً سيضعه مع درهم أخيه، ومن يملك الآلاف سيقف خلفه منتظراً دوره، وبهذا وذاك ستُجمع تبرّعات نقديّة وعينيّة قد توفّر خيمة تؤوي من ينام اليوم في العراء، وقد توفّر ملابس فائضة يقتسمها الطيّبون مع من هم أشدّ حاجة إليها، وقد يذهب بعضها لشراء دواء أو عبوة ماء وربطة خبز، إنها مساهمات توضع في أيدٍ أمينة نراها دوماً في ميادين العطاء، تخفّف معاناة إخوة لنا.

جسور الخير ممدودة من أهل الخير نحو كل محتاج، نسأل الله في هذا اليوم المبارك أن يديمها، وأن يحفظ لنا هذه النعمة التي أنعم بها علينا، وجعلنا نسير مع قادتنا على درب واحد، ونسأله سبحانه وتعالى أن يغرس حب الخير في قلوب أبنائنا وأحفادنا، ويجعلهم من الساعين إليه.

Email