من يفك الشفرة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

هو منطاد، والأدق «بالون»، كما تظهره الصورة الملتقطة، وحتى نفهمه أكثر نقول: إنه «كرة مطاطيّة منفوخة»، ونخلّص أنفسنا من الشرح، ونتجنّب الجدل.

هكذا، ودون سابق إنذار، تسلّل ذلك الشيء حتى وصل الأراضي الأمريكية، بعد أن تجاوز كندا، ولم يكن بحاجة إلى رصد تقني، إنه يُرى رأي العين، والإدارة العليا للدولة العظمى لا تعرف ماذا تفعل، تتردّد في إسقاط ذلك الشيء، تتحجّج بالخوف على سلامة الناس، وتستدعي السفير الصيني محتجّة، والصين تعتذر، وتدّعي أنه «منفلت» وخارج عن السيطرة، وبقي في السماء يومين، يتحرّك ببطء، ويتنقّل حسب اتجاهات الريح، والكل يراقبه.. ماذا يعني ذلك؟

الصدمة أعجزت الجميع عن الإجابة عن ذلك السؤال، وهي صدمة عامة، جعلت المؤسسات الرسمية في حيرة من أمرها، وبقية فئات المجتمع الأمريكي تبدي استغرابها. أما وسائل الإعلام، فهي تحلّل وتحلّل ولا تقدّم شيئاً، لأنها عاجزة عن التفسير، فالأمر مريب، من كل الاتجاهات هو مريب، ابتداءً من هدف الصين من إرسال «البالون»، وانتهاءً بتردّد الإدارة الأمريكية في التعامل معه، مروراً بما يحتوي عليه هذا الشيء الذي يحلّق في سماء تحميها شبكات هائلة من الرادارات والمضادات الأرضية والطائرات فائقة الحداثة، كلهم عاجزون عن إعطاء الحقيقة، وما قيل ويقال مجرّد تكهنات، وسواء كان «المنطاد» مزوداً بأجهزة تجسس، أو أنه مجرد رسالة «غير مكتوبة»، لكنها تحمل في ثناياها «عبارات واضحة»، قد تفك شفرتها الأجهزة الأمنية الأمريكية.

وتبقى الإجابة معلّقة، فالحديث حتى الأمس القريب كان يدور حول احتكاكات وتحدّيات ومناورات في بحر الصين وحول «تايوان»، لكن الرياح أتت بمنطاد أو بالون صيني إلى الأجواء الأمريكية، أكرر «الأجواء الأمريكية»، وضعوا خطوطاً تحتها!

Email