بهم نقتدي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الوصول إلى القمّة ليس بالشيء السهل، ولا يتحقق صدفة، والاستمرار في احتلال المركز الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «مؤشر مُدركات الفساد» يحتاج إلى مضاعفة الجهود والحفاظ على الأسس التي ثبّتت على قواعد صلبة منذ البداية، بداية الانطلاق نحو عالم معاصر ومتحضّر ومنافس.

مع زايد وراشد، طيّب الله ثراهما، بدأت الحكاية، وتواصلت أحداثها مرحلة بعد أخرى، وطبعت بصمات بارزة مع مكتوم وخليفة، عليهما رحمة الله، وامتدت حتى وصلت إلى عهد محمد ومحمد، حفظهما الله وسدّد خطاهما، فالأصل متجذّر، والكل ينهل منه، والنتيجة واحدة، ساطعة أمام أنظار العالم.

هؤلاء القادة العظام هم القدوة، منذ أن استغنوا عن القصور والمكاتب المقفلة، فتركوها للضيوف والزوّار والاجتماعات، واختصروا المواكب على المناسبات، وجعلوا أرض الوطن، باتجاهاتها الأربعة وتضاريسها المتنوعة وناسها، مقراً متنقلاً، يتلمّسون الاحتياجات، وما كان من الضروريات، ويسمعون من الكبير والصغير، ويسألون عن الأحوال، لتتحوّل كل بقعة مرّوا بها إلى حاضرة زاهية بما أُنجز لأهلها.

ومثل هؤلاء القادة لا يتركون غير الخير وراءهم، ويتطبّع الناس بطباعهم، ويتأثرون بنهجهم، لأنهم يسندون ظهورهم على تلك القيم والمبادئ التي تعلموها منهم، فالعطاء يقابله العطاء، والبذل يصبح مقياساً، وشهادة بقاء، في منصب أو مسؤولية، كبيرة أو صغيرة، والكل يجعل من منطقة اختصاصه مركزاً لجهده ووقته وعرقه، فهم يتقاسمون هموم الأمانة التي أوكلت إليهم، ولا يسمحون لأمراض طارئة بالنفاذ إلى نفوسهم، فهم منعّمون بفضل الله ورعاية قادتهم، ومن كانوا كذلك، يغلقون الأبواب في وجه الفساد، ويبعدون الفاسدين، ومن زلّت قدمه في ذلك المستنقع الآسن، كانت العيون الساهرة على مصالح الوطن والناس له بالمرصاد.

رحم الله «زايد وراشد وخليفة ومكتوم»، وطيّب ثراهم، وأطال سبحانه في عمر محمد بن زايد ومحمد بن راشد، وأعزّ بهما وبإخوانهما الوطن وناسه.

Email