أبعدوا المتطفلين

ت + ت - الحجم الطبيعي

كرة القدم أصبحت مهنة، اللاعب تفرغ لها، وترك تحصيله العلمي العالي من أجلها، وغيره ترك تخصصه الجامعي بعد تخرجه، واستمر في اللعب حتى تجاوز الثلاثين من عمره، وما عاد يصلح للبدء من الصفر في ذلك التخصص، وبعد أن يعتزل يدرس في معاهد ومراكز التدريب أو الإدارة الرياضية، ويستمر في ناديه مدرباً أو إدارياً، ولا ينقطع عن مهنته، التي أحبها عندما كانت هواية في صغره، وحتى تحولت إلى احتراف في شبابه وكهولته !

الكرة والأندية والاتحادات، وعلى رأسها اتحاد كرة القدم، ليست «ملجأ» لعشاق الظهور والشهرة، أولئك الذين لم يعرفوا في شبابهم أين تقع الأندية، وإذا حدث وحضروا في حياتهم مباراة لفريق ينتمي إلى منطقتهم، وشجعوا الفريق، تكون علاقتهم بالكرة التصفيق في المدرجات، والمصفق عندما يتطلع إلى مجالس الإدارات في الأندية، وبعدها في الاتحاد، بحثاً عن الوجاهة، يتحول إلى كارثة !

ونتيجة ذلك هو ما يحدث واقعياً لكرة القدم عندنا، فالناجح في إدارة مؤسسة، وإن كانت كبيرة، ليس «ابن الصنعة» كما يقول إخوتنا في مصر، هو «عبقري» هناك في مؤسسته، وإنجازاته تتحدث عنه، سواء كان «دكتوراً»، أو مديراً عاماً تحيطه هالة، أو كان «مهندساً»، أو «مبرمج» أنظمة إلكترونية، أما في كرة القدم فهو «مكشوف»، إن لم تفضحه معلوماته أظهرت عيوبه تصريحاته وإدارته لقطاع فني بعيد كل البعد عن خبراته واهتماماته، وبعبارة أدق هو «متطفل» على مهنة غير مرتبط بها !

وقد حان الوقت لأن تكون الكرة بصفة خاصة والرياضة بشكل عام تحت إدارة أبنائها، من الذين عايشوها، وكانوا رموزاً لها ولوطنهم، وهم مخلصون يخافون على تاريخهم، ويحافظون على حب الناس لهم، فهم من يعرف المهنة بصغائر أمورها وأسرارها، وهم كثر، لو ذكرت اسماً سأضطر إلى ذكر مائة اسم وأكثر، لهذا لن أذكر أية أسماء اليوم، ولكنني سأذكركم بأن مهدي علي كان لاعباً، ومثله لا يعدون ولا يحصون !

Email