محللون لا يحللون

ت + ت - الحجم الطبيعي

تركوا «لب» الأزمة وتمسكوا بالقشور.

ذلك وضع المحللين الذين يصطفون في استوديوهات القنوات الرياضية يومياً، وفي عدة برامج، يتحدثون، ولا شيء لديهم غير الحديث، كل واحد منهم «ينفخ نفسه»، ولا يقدم حلولاً، نتصلب خلف الشاشات، نريد أن نعرف منهم ما الذي يحدث، وهم الخبراء، وأصحاب الأسماء التي تتكرر في المناسبات والأحداث الكبيرة، ولا يترددون إذا طلبوا في الأحداث الصغيرة والعادية، يأخذوننا شرقاً وغرباً، ثم يدخلوننا في البحر دون أن تبتل ملابسنا، «هذرة» تسعد مقدمي تلك البرامج، ترى ابتسامات تعلو وجوههم مع الاشتباكات المفتعلة، بالصوت وليس بالأيدي، ولا تأخذ منهم فائدة.

هؤلاء يصنفون في خانة العارفين بشؤون الرياضة، والرياضة منذ سنوات طويلة، أصبحت كرة القدم فقط، وهذا يعني أنهم على علم بكل تفاصيل هذه اللعبة وأسرارها، ويعرفون الظاهر والباطن منها، ويفترض أن العمر المديد في المجال، حوّلهم إلى أصحاب خبرة «متمرسين حتى النخاع»، وللأسف، بعد كل ذلك العناء، والمتضمن إضاعة الوقت، وتحمّل «الصراخ»، يتركون النقاش العلمي المدروس، ابتداء من أخطاء اللاعبين في الملعب، وتصرفات المدرب والجهاز الفني في اختيار اللاعبين، وصمت اتحاد الكرة غير المبرر، ويتحدثون بلهجة جماعة التواصل الاجتماعي، ويمسكون، كما قلت بداية، بالقشور، وأسوأ القشور، الحديث عن «رواتب» اللاعبين، فلا نعرف إن كانوا يحسدونهم عليها أو يعيرونهم بها، والرواتب لم ولن تكون مرتبطة من قريب أو بعيد بنتائج المنتخب في دورة الخليج!

هناك أسباب يجب أن نتحدث عنها، وأولئك الذين «ينورون» الشاشات، مطلوب منهم «تنوير المجتمع»، فهذا المنتخب يهم الجميع، ومن لا يملك المقدرة على كشف الأسباب «يعتزل»، ليأتي مكانه من يستحق أن يقال إنه «محلل»!

Email