فلنراجع أنفسنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

صعدنا إلى نهائيات كأس العالم في إيطاليا 1990 وآسيا ليس لديها سوى مقعدين، ولم نستطع أن ننافس عندما أصبح لقارتنا خمسة مقاعد، وهذا منطق معكوس كان يستدعي وقفة جادة ومراجعة شاملة.

وللأسف لم نفعل ذلك، وهذه مشكلة نحن تسببنا فيها، ونصر على استمرارها، لأننا لا نتذكر منتخبنا أو فريقنا الوطني في اللعبة الأكثر شهرة بالعالم إلا خلال فترة المشاركات في البطولات، نركز الأضواء، وننتقد، وننادي بأعلى صوت، ثم نصمت، وننسى كل شيء في انتظار مناسبة جديدة، ولو عدنا إلى عام مضى، أيام التصفيات الآسيوية لمونديال قطر، سنتأكد أن تحليلاتنا وطروحاتنا موسمية، مرتبطة بالانفعالات اللحظية، لهذا خرجنا من التصفيات وكنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل، المجموعة التي كنا ضمنها لم تكن قوية، ولكننا أهدرنا الفرص منذ المباراة الأولى، وغيرنا كان يجمع النقاط التي نفعته في النهاية، وكان الموقف بعد الخروج يستدعي إعادة النظر في كثير من الأمور المصاحبة لواقع الكرة، ابتداءً من اختيار الجهاز الفني وانتهاءً بمسؤولية اتحاد الكرة، مروراً باللاعبين، ولا ننسى التجارب التي صاحبت قرارات اللاعبين الأجانب في فرق الدوري!

وبالعودة للوراء، أقول لكم، إننا صعدنا إلى كأس العالم عندما كان اللاعب الأجنبي قد استغني عنه أو كدنا، وفزنا مرتين بدورة الخليج، ونافسنا على بطولة آسيا، وكان عدد الأجانب اثنين فقط في فرق الأندية، ويومها كان منتخبنا «يسر الخاطر»، والأسماء البارزة فيه محط أنظار الجميع، وكان المهاجمون يتزاحمون في الملعب وعلى دكة الاحتياط، وكذلك حراس المرمى ولاعبو الدفاع والوسط، ولولا الحرج من النسيان لذكرت الأسماء، ولكن جمهورنا يعرف جيداً، وللأسف مرة ثانية، أولئك النجوم تم استبعادها لصالح اللاعب الأجنبي!

ومرة أخرى ندعو إلى وقفة مع النفس أولاً، ثم تليها وقفة جادة ومراجعة شاملة بعد دورة الخليج، حتى نعود للمنافسة بحثاً عن المركز الأول الذي جعلته قيادتنا الرشيدة هدفاً في كل المجالات.

Email