دعونا نفهم ما يحدث

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال انشغالنا بدورة الخليج، لا ينفع «الصوت العالي»، فالكل يحاول فعل شيء، لاعبون وإداريون وقادة اتحاد الكرة، ولا نشكك في أحد، نعرف أن الجميع يريدون أن يقدموا شيئاً يذكره الجمهور، وتسعد به البلاد، وما ينطبق علينا، ينطبق على غيرنا، وما علينا إلا تذكُر شيء واحد، وهو أن المنتخبات موجودة، والكرة هي أكثر الألعاب شعبية، ومن يريد أن يقطف الثمار، عليه أن يزرع ويروي ويرعى، ومن يريد إصلاحاً، عليه أن يدرس الأخطاء، ويصحح المسار، ويبذل جهداً أكبر، حتى نفتخر بمنتخبنا، ولو خسر مباراة أو أكثر، بل حتى لو خرج من البطولة.

الناس لا يطلبون المستحيل، رغم أننا قد صنعنا المستحيل في بعض الأوقات، وما زلنا نتذكر آخر أيام تصفيات آسيا لنهائيات كأس العالم في سنغافورة عام 1989، فقد كان لدينا «بصيص من الأمل»، وكانت «لو» حاضرة وبقوة، لو هُزمنا سنخسر الترشح، مهما كانت النتائج الأخرى، ولو فزنا وفاز المنافس، لن نصل إلى كأس العالم، أي سنخسر الترشح أيضاً، ولكن إذا فزنا وخسر المنافس، سنتأهل لمونديال إيطاليا في العام القادم، وحتى الدقائق الأخيرة كنا غير متأهلين، وفي لحظات يأس عم الجميع، انقلبت الأمور رأساً على عقب، سجلنا هدفاً، وسُجل هدف آخر في المباراة الأخرى، ووجدنا أنفسنا في الشوارع نحتفل بالصعود إلى كأس العالم.

ذلك الذي تحقق في سنغافورة، جاء من خلال الإرادة التي تمتع بها «جيل الطلياني»، وزرع حمدان بن زايد، شبه المستحيل، يمكن أن يتحقق في لحظة، وفي مكانين متباعدين، وهذا ما نريده اليوم، أن نحس بأن المنتخب الذي يزينه علم الدولة فوق صدور اللاعبين، يوجد من يحتضنه، ويوفر له مستلزمات المنافسة، ويجهز البديل تلو البديل، ويتدخل متى تطلّب الأمر، نريد الإحساس بعودة الأمور إلى طبيعتها، ونفرح لمنتخبنا، حتى لو خسر البطولات.

أعتقد بأننا بحاجة إلى قراءة متأنية، بعد دورة الخليج الحالية، لنضع كثيراً من النقاط على الحروف، ونفهم ما يحدث.

Email