سياسة توزيع الأدوار

ت + ت - الحجم الطبيعي

المسجد الأقصى المبارك ليس قابلاً للعبث به، سواء كان ذلك فعلاً صادراً من المستوطنين أو من وزير في حكومة إسرائيل، فماذا يريد بن غفير أن يثبت للعالم؟

وماذا تريد حكومة بنيامين نتانياهو أن تقول للعالم؟

هم يذرون الرماد في العيون، يريدون إثبات التناقض في مواقفهم، وهم ليسوا كذلك، ولكنها سياسة توزيع الأدوار، فالأجندة واحدة، وأسلوب إدارة الاحتلال واحد، والوزير المتطرف القادم من أكثر الأحزاب الإسرائيلية عنصرية وكراهية لم يكن خافياً على رئيس الوزراء، الذي فعل المستحيل حتى يعود إلى منصبه، الذي يمنحه الحصانة، وهو يعلم من ذلك الشخص المسمى بن غفير، وما يمكن أن ينتج عن تصرفاته، فهو من قال عنه رئيس الوزراء السابق يائير لابيد «هذا ما يحدث عندما يضطر رئيس وزراء ضعيف إلى تكليف أكثر رجل غير مسؤول في الشرق الأوسط بأكثر مكان متفجر في الشرق الأوسط»، ولابيد هذا أيضاً ليس بريئاً، ففي عهده ترك أبواب الأقصى مفتوحة على مصراعيها للمستوطنين، ومع ذلك يصف الوزير المسؤول عن الأمن بما يستحقه، لأنه قد يأخذ الجميع إلى الوراء عشرات السنين، ويدمر كل الخطوات، التي اتخذت من أجل بناء الثقة في المنطقة، التي قال إنها متفجرة.

ليس بين العرب والمسلمين من يقبل بأن «يدنس» المسجد الأقصى من قبل المتطرفين الإسرائيليين، وليس بيننا من سيصمت ويتفرج على ما يحدث، وكان ذلك واضحاً في بيانات الإدانة، التي صدرت الثلاثاء، من دولة الإمارات والأردن، ودول ما زالت بياناتها تتوالى، وكذلك لن تجد حكومة نتانياهو من يربت على كتفها، بينما أحد وزرائها يعبث بأقدس مقدسات المسلمين، فالولايات المتحدة كانت أول المحذرين من المساس بالوضع الراهن.

نتانياهو والسلام يقفان اليوم على المحك، وبيدهما الاختيار، والأقصى لن يتحرك من مكانه، ولن تتغير هويته، والموقف العربي الإسلامي لا يتبدل.

Email