صفعة موجعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاءت الصفعة هذه المرة من إيطاليا، إنها شديدة وموجعة، ومن بعدها لن تتوقف عقارب الساعة في مكانها، ولن تتقدم قبل أن تسوى المسائل، التي اتسمت بالعبث والإخلال بالطبيعة الربانية.

يقولون: إن اليمين المتطرف هو صاحب القرار، فهو متزمّت ومتمسّك بكل ما هو رجعي، وقد حذّروا منه، ونحن صدّقناهم، قالوا: متطرّفون فقلنا مثلهم، ومع ذلك نعلم بأنهم يؤمنون بالأسس، التي بُني عليها مجتمعهم، فرفضهم للأغراب اللاجئين والمهاجرين حق من حقوقهم، بخلاف أولئك الذين سبقوهم في بلادهم أو من لا يزالون هم النخب الحاكمة في أغلب أوروبا، أولئك ليبراليون وعلمانيون نزعوا الانتماء الديني وغيّروا جلودهم، فأصبحوا يحملون فكراً «ممسوخاً»، استنكره أهلهم، ولكن تأثيرهم كان قوياً ولا يزال، منذ أن جرّدوا من النزعة الوطنية، التي حملتها بعض الأطراف مسؤولية الحرب العالمية الثانية، والوطنية لا ذنب لها، فمن أشعل الحرب رجل حالم بحكم العالم اسمه «هتلر»، كان قد وصل إلى حكم ألمانيا، ومجنون إيطالي اسمه «موسوليني» حكم إيطاليا، وعُوقبت كل أوروبا بعد ذلك، ومعها الولايات المتحدة، ومن ينتمون إلى العرق الأكثر لمعاناً، العرق الأبيض، وبدأت حرب جديدة خفيّة، بعد أن وضعت الحرب العسكرية أوزارها، وانطلقت عملية تكسير القواعد الأخلاقية في مجتمعاتهم، ثم انتقلوا إلى العالم كله، ليقضوا على مقومات مجتمعاته.

الصفعة كانت برفع الحماية والدعم عن المثليين، أي الشواذ المنحرفين المتمادين في نقل أمراضهم المبتلين بها إلى سائر البشر، ولا نستبعد أن يشن البرلمان الأوروبي، وهو يساري في الغالب، حملة ضد حكومة إيطاليا وبرلمانها ذي الأغلبية اليمنية، فهم لن يسكتوا، سيقاومون حتى النهاية، لأنهم يظنّون أن أهدافهم تتحقق، ولن يُسمح لدولة عضوة في الاتحاد الأوروبي بأن تخرج عن الخط المرسوم، وستحارب «مالوني» وحزبها الحاكم، ولكن أولئك الذين ما زالوا يؤمنون بالقواعد الأخلاقية الحامية للمجتمعات، سيتقدّمون الصفوف لوقف العبث !

Email