بعيداً عن الديمقراطية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اقترب دونالد ترامب من الخطوة الأخيرة، بضعة أيام فقط هي التي تفصله عن ترشحه الرسمي لقيادة الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد سنتين.

نتائج الانتخابات النصفية التي تجري اليوم ستحسم كثيراً من الأمور، وستغير مواقع قطع الشطرنج التي كان الديمقراطيون يعتقدون أنها ثابتة بعد أزمة 2020، فإذا طبقت الديمقراطية، وهذا شيء مشكوك فيه، وسارت الأمور سياسياً وإدارياً وإعلامياً دون مؤامرات وضرب تحت الحزام، وهو أمر مستبعد، أقول لكم، إذا طبقت الديمقراطية، ولم تظهر امرأة مستأجرة أو محبة للشهرة لتطلق شائعات مدعومة بمنظمات الضغط ونواديها، ولم تسرب تسجيلات قديمة، ولم تستحدث مواجهات وتوترات عسكرية في بقاع جديدة من العالم، فالنتائج في نوفمبر 24 ستكون محسوبة للرئيس السابق ترامب.

ومن اليوم وحتى ذلك التاريخ علينا أن نتوقع ما يمكن تخيله وما لا يمكن، خاصة من طرف الديمقراطيين، فهم مقتنعون بأن جو بايدن لا يملك مقومات المنافسة بعد أدائه في السنتين الماضيتين، فهو وإدارته لم ينجحا في كافة المجالات، سواء كانت محلية أو خارجية، فالاقتصاد دخل مرحلة الركود بعد التضخم والاهتزازات المتتالية من جميع الاتجاهات، وإدارة الأزمة الأوكرانية فشلت بعد ضخ عشرات المليارات واختيار المواجهة بدلاً من التفاوض مع الروس، وهفوات الرئيس مستمرة، في تصرفاته، وفي خطاباته، وفي علاقاته الدولية، وأصبح من المؤكد أن هناك مراجعات داخل الحزب للبحث عن مخرج يدفع بشخصية جديدة لمواجهة ترامب أو غيره من الجمهوريين في الانتخابات القادمة، وستتم إزاحة بايدن، فهم مقتنعون بأن استمراره مرشحاً لولاية ثانية يعني الهزيمة !

وسننتظر.

Email