ستكشفهم الأيام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسرار ما حدث في 2011، ما زالت خافية علينا، فالبلاد العربية مرّت في تلك الأيام بحالة من الفوضى، كادت أن تعصف بها، رغم أن الأوضاع قبلها بأشهر، كانت لا تنذر بأي شيء، بل على العكس، كل الدول كانت مستقرة وآمنة، وفجأة تكوّنت تلك الموجة العالية، التي دمّرت دولاً، وأخّرت دولاً أخرى، وقُلبت الأمور رأساً على عقب في منطقتنا.

مع الأيام، تتكشّف بعض الخفايا، مع أن الخطوط العريضة لكل ما حدث، كانت واضحة للمتابع والمدقّق، ولم تكن الدولة العظمى في حكم أوباما بعيدة، ومعها أوروبا، التي شاركت في تحقيق أجندة «هيلاري كلينتون» واجبة التنفيذ، وأطراف أخرى أسهمت في إيقاد النيران ونشر الاضطرابات، ولكن كل الأدوار الأخرى كانت تكميلية، فالذي كان يحدث، لا يمكن أن ينجح، لو لم تكن خلفه الولايات المتحدة.

وفي الآونة الأخيرة، كثر الحديث عن وثائق سريّة أعدّتها «هيلاري»، ووافق عليها أوباما، وهي امتداد لتلك الخطة المعدّة في عهد جورج بوش الابن، وبإشراف مستشارته للأمن القومي، كوندوليزا رايس، والمسماة بالفوضى الخلّاقة، وهذا ما حدث بداية في تونس، وانتشر، حتى أطلق عليه أوباما اسماً جديداً، كنّا سعداء به، وصدّقناه، لأنه «يدغدغ» العواطف، وهو «الربيع العربي»، ذلك الذي اكتشفنا بعد أن زالت الأتربة وأعمدة الدخان من الأجواء العربية، أن الخطة قد تغيّرت، وتحوّلت إلى مؤامرة مدروسة، حيكت في الظلام، لإحداث فجوة بين المشرق العربي وشماله وقلبه الخليجي، كما قالت نائبة أمريكية مؤخراً، فالرئيس ووزيرة خارجيته، قررا التخلّي عن الأصدقاء، وإسقاطهم، مقابل حكم جماعة الإخوان المجهّزين بالتدريب العسكري والمال والسلاح، والإسناد الجوّي، كما حدث في ليبيا، حيث كانت طائرات حلف الناتو عاملاً رئيساً في وصول الإخوان إلى طرابلس، وهذا يفسّر لنا الرفض القاطع للإدارات الأمريكية وبريطانيا، لوضع ذلك التنظيم الإرهابي في قوائم الإرهاب!

Email