«على قلب رجل واحد»

ت + ت - الحجم الطبيعي

خمسون عاماً هي عمر العلاقات الدبلوماسية مع الشقيقة الكبرى مصر، أما الارتباط والتواصل فكان منذ زمن طويل، لا يمكن أن نصل إلى بدايته، فالأرض واحدة ومتصلة، والقبلة واحدة، واللغة واحدة، والطباع تتشابه، ولأننا من أبناء هذا العصر سنتحدث عن علاقات بنيت رغم المسافات وانعدام وسائل الانتقال، مثل تلك التي نراها اليوم أو مع قيام الدولة.

من قرأ كان الكِتابُ مصرياً، ومن بحث في أمور دينه وجد الإفتاء مصرياً، ومن أحب الطرب سمع أصواتاً مصرية، ومن بحث عن الأخبار استمع إلى الإذاعة المصرية، ويوم فتحت المدارس، عندنا وفي الخليج كله، كان المدرس المصري في المقدمة، حتى توالت العلاقة فازدادت الروابط، فمكانة مصر تختلف بالنسبة لنا عن مكانة كل البلاد التي نحبها، ليس تفضيلاً، بل اعترافاً بما لمصر من قدر واحترام، وهذه صفة ليست مقتصرة علينا هنا في الإمارات، لكنها عامة في البلاد العربية كلها، هي ميزة نتشارك جميعاً فيها، ويضاف إلينا أبناء الدول الإسلامية، ففي القاهرة فتحت أبواب الجامعات، وتخرج فيها قادة وأصحاب رأي وأدباء وشعراء ورجال علم وصحافة وإعلام وأطباء ومهندسون، بناة أوطان نقلوا حضارة مصر وعلمها ونهضتها إلى بلادهم، ولحقوا بالركب ولم ينسوا الفضل.

طوال العقود الخمسة الماضية لم تشهد العلاقات الإماراتية المصرية أية تقلبات، حتى في أحلك الظروف وأصعبها، لهذا نحتفل هذه الأيام بهذه العلاقة الاستثنائية، في سابقة لم تحدث من قبل بين دولتين عربيتين، لسبب واحد، هو أن الإمارات قيادة وشعباً تنظر إلى مصر بوصفها أخاً أكبر، وسنداً عظيماً، لا تتردد في الوقوف معها وقت الشدة، وتبادلها مصر المودة بمودة، وتظهر مشاعرها في احتفالية كبرى تستمر يومين، برعاية كريمة من قائدي البلدين الشقيقين، اللذين يوجهان رسالة معبرة تقول في ثناياها: «نحن على قلب رجل واحد».

Email