سوء النية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يد الخير الخليجية ممدودة للمحتاج قبل أن يسأل، فكيف إذا سأل؟

كلنا نعلم بما تعانيه أوكرانيا بعد أشهر طويلة من القتال على أراضيها، الجزء الأكبر من شعبها ما زال متمسكاً بأرضه، لم يغادرها، ولم يبحث عن ملاذ آمن عند الجيران، وكل مخزون الغذاء والدواء، كاد أن ينفد، وربما الأهم منه، قد نفد فعلاً، ومثل بلادنا لا تقف مكتوفة الأيدي، وهي ترى مأساة إنسانية في بقعة من بقاع الأرض، هذه هي ثقافتنا التي توارثتها الأجيال، منذ أن أنعم الله علينا بالخير، نتقاسم اللقمة مع من عزت عليه ضرورات الحياة، وعلامات ذلك تتحدث عنها سرعة التحرك عند وقوع الكوارث الطبيعية، من زلازل إلى حرائق غابات، إلى سيول وفيضانات، إلى جفاف، لا ننتظر نداءات منظمات دولية ودعوات أمم متحدة، نحن الأمم التي تقف مع إخوتها في الإنسانية، الجسور الجوية شاهدة، وفرق الإنقاذ التي تنتشر بين المتضررين خير دليل.

لقد نأت بلادنا عن حرب أوكرانيا، فإذا تدخلت، كانت «واسطة خير»، تبحث عن مخرج، وتسهم في تحرير بعض الأسرى، لا تمول طرفاً، ولا تقف مع طرف ضد الآخر، فالنار لا تحتاج إلى حطب، وعندما لا يعجب حيادنا دولاً أو مسؤولين في دول تسعى إلى استمرار الحرب، لا نلتفت إليهم، لأننا ننظر إلى من أضرت به تلك الحرب، نقدم العون دون منة، ودون انتظار الشكر من أحد، ولا تهمنا تلك المتحدثة باسم البيت الأبيض، عندما «هزت طولها» أمام مندوبي وسائل الإعلام، لتقول «تقديم السعودية مساعدات لأوكرانيا، لا يلغي «القرار الخاطئ» الذي اتخذه تحالف «أوبك +»، فهذا ربط بين مساعدات إنسانية لشعب بحاجة إليها، وبين قرار سيادي اتخذته الدول المنتجة للنفط، بخصوص ثروتها الوطنية، وللعلم، فإن المساعدات التي أعلنت، جاءت بعد مكالمات بين قادة بعض دول الخليج والرئيس الأوكراني، ولا يربط ذلك الربط إلا سيئ النية، الذي يريد أن يمنع وصول العون للمحتاجين!

Email