الجنيه يتبع اليورو

ت + ت - الحجم الطبيعي

ملامح الأزمة الاقتصادية بدأت تتضح، لم تنفع الخطط الاستثنائية الأوروبية في انتشال اليورو والجنيه الاسترليني ومنع سقوطهما المدوي.

هذه نتيجة الاندفاع العاطفي والدخول بكل ثقلهم في الأزمة الأوكرانية، تلك الأزمة التي أنهت 30 عاماً من الاستقرار في أوروبا بعد انتهاء الحرب الباردة.

اليورو الذي كان سعره يقارب دولاراً ونصف الدولار عند انطلاقه أصبح دون الدولار اليوم، والجنيه البريطاني الذي كان قبل 50 عاماً يهز العالم بكل عملاته، ويزيد سعره على دولارين، بدأ يقترب من مستوى الدولار، خاسراً ثلث سعره الذي كان عليه قبل عقد من الزمان، والقادم سيكون أسوأ، فالأوروبيون لا يملكون خطط إنقاذ فاعلة، وما زالوا يستنزفون احتياطاتهم برصد المليارات تلو المليارات لدعم حرب عبثية أنتجتها أطماع تاريخية!

الأزمات تتوالى على أوروبا التي فقدت أغلب محرّكات اقتصادها، والولايات المتحدة تتجاوز التوقّعات وتنتعش، والروس صامدون، اقتصادهم متماسك، وعملتهم مستقرة، ونصر أوكرانيا في بعض المناطق القاحلة استنزف المساعدات الغربية، ودفع روسيا إلى تنفيذ الخطوة الثانية، وهي فصل الأقاليم الأوكرانية عبر استفتاء صوري برعاية المحتل!

الجميع يعيشون تحت ضغط الظروف الناتجة عن أزمة أوكرانيا، والتي ما زالت مجرد «عملية عسكرية» كما يحلو للروس أن يطلقوا عليها، وهذا يعني أنها لم تصل إلى مستوى الحملة العسكرية الشاملة، ولم تحصل على مسمى الحرب، فإذا حدث ذلك، تحرّكت أسلحة الدمار الشامل، وخرجت رؤوس الأموال من أوروبا بحثاً عن ملاذ آمن في بلاد لا تتجه نحو المواجهة بالوكالة في الدول الصغيرة المحسوبة على أوروبا.

وعندما يزداد الضغط تنفلت الأعصاب، وتزيد التصرفات العشوائية، وتتحوّل المنطقة كلها إلى جحيم، وأوروبا لها تجربة قاسية مع إشعال الحروب، وآخرها كانت الحرب العالمية الثانية التي دمّرت كل مظاهر التقدّم وأهانت الإنسانية!

Email