لغتنا وبعض قنواتنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

قناة عربية، في بلاد عربية، يفترض أن لسانها ينطق بالعربية.

المسألة ليست بحاجة إلى ذكاء، الكبير يعرف ذلك، والطفل أيضاً يعرف ذلك، فالبديهيات ليست بحاجة إلى «ترجمة» أو شرح أو «تفهيم»، ولو رفع الواحد منا سماعة الهاتف وتحدث إلى مدير إحدى القنوات التي تخلط لغتنا بلغات أخرى، وسأله عن ذلك، لا أستبعد أن يلقي عليه محاضرة في التطور والتقارب ما بين الحضارات والثقافات وتداخلها، مبرراً الخطأ بأخطاء، فالمهم عنده أنه على حق.

لغتنا ثرية لا تعجزها كلمة، ولا يغلبها عنوان برنامج مستحدث، وهي من أغنى اللغات في العالم الحاضر والسابق، المتحضر والمتخلف، فالآخرون قد لا تكون لديهم أكثر من كلمة واحدة لكل شيء، ونحن لدينا عدة تعريفات ومسميات للشيء الواحد، ولكل كلمة موضع تستخدم فيه وتعبر عن المعنى بدقة، ويكفي أنها لغة مصحفنا الشريف المنزّل على خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه.

لا أريد أن أذكر القنوات والبرامج، ولكن أصحابها على أقل تقدير يعرفون، وإداراتهم تعرف جيداً، لأنها في النهاية هي التي وافقت على المسميات، وهي التي تراقب المحتوى، ولا تصحح الخطأ، وربما هي سعيدة بالمستوى الثقافي للمقدمين الذين يمزجون اللغة العربية باللغة الإنجليزية، فهؤلاء يريدون إظهار قدراتهم اللغوية ما داموا قد حصلوا على الضوء الأخضر، وتركوا يتلاعبون بلغتهم ولغة قناتهم ولغة وطنهم.

وللأسف، هناك جهات، وليس جهة واحدة، معنية باللغة العربية، وقد سمعنا القائمين عليها في مناسبات كثيرة أنهم سيعملون على تمكين لغتنا وحمايتها، وفوق ذلك هناك قرارات عليا صدرت رسمياً أو صرح بها شفوياً تؤكد ضرورة استخدام العربية في المخاطبات والوثائق الرسمية، فما بال إدارات بعض القنوات التلفزيونية تشذ عن القاعدة وتخالف أسباب وجودها، فهي موجهة للجمهور العربي، ولغة الضاد قلادة على صدورها.

Email