«بايدن» وبناء الثقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

من لديه فكرة يمهّد لها، الإنسان العادي يلمّح ويضرب الأمثال بفلان وفلان، وينتظر حتى تحيّن الفرصة المناسبة، والسياسي يستغل وسائل الإعلام، وخاصة تلك الموالية له ولأفكاره، يسرّب معلومات سريّة تتضمن بعض الاتجاهات لتنفيذ أو تمرير فكرته، ويحاول أن يتجنّب النفي، منه ومن العاملين ضمن فريقه، ويترك اللغط يسري بين المهتمين، ويدرس ردود الأفعال، ويحرّك القنوات الدبلوماسية ذات البال الطويل، وينتظر حتى تستوي «الطبخة» كما يقولون على نار هادئة!

وحسب المطروح والمزعوم، يقال إن جو بايدن سيزور المنطقة لمناقشة ملفات كثيرة، ومن ضمنها أفكار مستحدثة كانت في زمن سابق غير قابلة لمجرد النقاش، ولكنها اختلفت باختلاف الظروف، ويمكن أن تنال القبول لأنها آتية من الحليف الأكبر والأقوى والأهم، هذا الحليف الذي كان دوماً قادراً على إزالة التحفّظات والعقبات من أمام أفكاره!

النفط سيكون حاضراً في القمة العربية الأمريكية، ولا شك في ذلك، وروسيا أيضاً ستكون حاضرة بغزوها ونفطها وغازها وعقوباتها وتمددها نحو وسط أوروبا، ومثلها الصين التي بدأت تتحول إلى قوة عسكرية كبرى بعد أن هيمنت على الاقتصاد العالمي، وملف الصين سيكون زاخراً، وتبقى قمة القضايا المرتبطة بالمنطقة ارتباطاً مباشراً، قضية إيران وسعيها المستمر في زعزعة الاستقرار، وقضية إسرائيل الدولة التي يراد لها أن تكون عضواً فاعلاً في المنطقة، وهنا «مربط الفرس»، فالملف الإيراني فتح من قبل دول المنطقة، وتقترب بعض قضاياه الشائكة أن تحل دون إخلال بالثوابت.

ولكن الملف الإسرائيلي ما زال يراوح مكانه، ومع ذلك تسرّبت فكرة «تحالف عسكري» يبدأ بمنظومة دفاعية مشتركة، تقودها الولايات المتحدة، ويقال بأن بايدن سيطرحها بشكل رسمي في القمة، رغم أنها غير مستساغة لأسباب كثيرة، أهمها الثقة التي أصبحت في أدنى مستوياتها، مع بايدن أولاً، ومع إسرائيل التي لم تتقدم خطوة واحدة نحو تنفيذ وعودها.

الأفكار المستحدثة بحاجة إلى ثقة متبادلة، فإذا أراد بايدن أن ينجح في القمة عليه فتح ملف «بناء الثقة».

Email