المفاتيح هنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

حراك سياسي غير مسبوق شهدته المنطقة في الأيام القليلة الماضية، لقاءات بين القادة ورسائل تنتقل بين العواصم، وملفات شائكة تتحرك.

ذلك كله يسبق زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن للرياض، واجتماعه بقادة مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، مع مرور سريع على إسرائيل وفلسطين، وفي الوقت ذاته تبدأ المرحلة الأخيرة من المفاوضات حول إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، بعد أن أثمرت اللقاءات السرية التي تحدثنا عنها قبل شهر، ونقلت من «فيينا» عاصمة النمسا التي كانت ذات يوم مركزاً لتجهيز الاتفاقات الدولية في القضايا ذات الثقل الكبير، ولكنها لم تعد كذلك، بل أوروبا كلها لم يعد لها وزن وثقل في قضايا العالم الساخنة، وهنا، في هذه المنطقة، وبالتحديد في الخليج توجد مفاتيح الحلول، وبالأمس بدأت وفود إيران والدول الكبرى الضامنة للاتفاق بالتوافد على العاصمة القطرية، لتبدأ مرحلة هي الأهم والأخطر في عملية الالتزام والاحتواء وامتصاص الاندفاع نحو التوسع والتمدد وفرض العقوبات.

بايدن سيحمل معه ملفات مثقلة بالأفكار ليعرضها على قادة المنطقة، في الدول التي لا تزال تعتبر نفسها صديقة وحليفة للولايات المتحدة، ولن يكون طريق بايدن مفروشاً بالورود، فقد زرعت الكثير من الأشواك على تلك الطريق، منه شخصياً، من جو بايدن، خلال خطاباته الانتخابية، وسلوكه بعد تسلّم الرئاسة مع المنطقة، عندما اعتقد بأنه قادر على التقليل من أهميتها وقيمتها وتأثيرها على الساحة الدولية، والاتجاه نحو مناطق أخرى، وأحدث إرباكاً دولياً تبعه اتجاه عام لدى دول المنطقة بتنويع صداقاتها دون وضع رأي الولايات المتحدة في الاعتبار، ليكتشف بأنه الخاسر الأكبر من مواقفه «العاطفية» والارتجالية.

Email