إثارة الريبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شخص بحجم «بيل غيتس»، وشخص بمكانة «جون بايدن» عندما يتحدثان عن موجة جديدة لجائحة «كورونا» يربكان العالم، ويثيران الشكوك حولهما وحول الجهات التي يمثلانها.

ولنبدأ بالرئيس الأمريكي، فقد وقف متحدثاً وبثقة قبل نهاية الأسبوع الماضي، مركزاً على حاجة إدارته لأموال طائلة استعداداً للموجة الجديدة المقبلة، بينما الأوضاع العالمية تعطي مؤشرات معاكسة لذلك الكلام أو لنقل لتلك الصدمة، فالإصابات انخفضت في أغلب الدول والإجراءات كادت أن تختفي، ومن ارتفعت لديهم أرقام الإصابات في الأيام الأخيرة يعلمون أن التراخي في الحذر خلال مناسبات دينية أو وطنية أو فعاليات اقتصادية ومعارض تجارية، كان هو السبب، وخلال أيام قليلة بدأت الإصابات تتناقص، وقد تحتاج إلى بعض الوقت قبل أن تعود إلى المستوى المتدني الذي كانت عليه.

ولم يخرج شخص واحد من بين الجهات الصحية العالمية بمثل ما قاله رئيس الولايات المتحدة، منظمة الصحة العالمية متفائلة، والمختبرات العلمية المتخصصة في الأمراض والأوبئة المعدية تتحدث عن انحسار لوباء «كوفيد» بكل مسمياته ومتحوراته، وتشير إلى ضعف الأنواع الأخيرة، معتبرة إياها دليلاً على تحول هذه الجائحة إلى مرض شبيه بالإنفلونزا، خصوصاً بعد أن أصبحت اللقاحات متوفرة للجميع، والأدوية المقاومة بدأت تدخل مراحلها الأخيرة.

وعندما يقول رئيس الدولة العظمى كلاماً يخالف العلم والعلماء، بكل تأكيد سيثير الريبة في النفوس، فهو لا ينطق عن جهل، ولا يخوض فيما لا يفهم، لديه أجهزة تتحكم في كل شيء تقريباً، تحسب خطوات الناس، وتسجل حتى «دبة النملة»، في الأرض والبحر والفضاء، إذا قال صدق، لأنه ينقل تقارير الجهات المعنية، وهي الأدرى والأعلم، ولكن «فيروس كورونا» لا يقف على جبهة قتال، ولا يستجمع قواه كما تفعل الجيوش في فترات وقف إطلاق النار، ولا يصدر بيانات تشبه بيانات «بوتين» إذا أراد أن يغزو، فكيف عرف «بايدن» بأنه يستعد لموجة جديدة؟!

Email