الكمام ليس عبئاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الواضح أن القرارات التي اتخذتها بعض دول المنطقة بإلغاء الإجراءات الوقائية المرتبطة بجائحة «كورونا»، كانت متسرعة!

«كورونا» ما زالت موجودة، ومن الخطأ التساهل معها، ويفترض أننا قد تعلمنا من كل ما مررنا به خلال عامي 20 و21، فنحن، ومع نسبة الوافدين إلى دولنا من الخارج، وهي عالية، والمرور عبر بلادنا في الانتقال إلى مناطق العالم المختلفة أيضاً عالٍ جداً، وتحذيرات منظمة الصحة العالمية بأن الوباء ما زال نشطاً، ومع الأرقام الخاصة بالإصابات، والتي تعرفها الجهات المعنية، كان مطلوباً أن نستمر في حالة الحذر القصوى، وأن نحافظ على الإجراءات الاحترازية الضرورية، مثل استمرار وضع الكمامات في الأماكن المغلقة، وخاصة في «المولات» التي استوطنها الفيروس، وفي العمل، تماماً كما نفعل في الطائرات والمطارات، والكمامات لا تضر بقدر ما تفيد، ومثلها التوقف عن الترحيبات المبالغ فيها، والتي تبدأ بالقبلات، وتنتهي بالأحضان!

أقول هذا الكلام، وأنا قادم من رحلة سفر هي الأولى منذ بداية «كورونا»، ولا أخفي عليكم الإحراج الذي تعرضت إليه، وكم «النغزات» التي سمعتها بسبب إصراري على وضع الكمام، في الفندق، وفي منطقة الاجتماعات والفعاليات، ولم أصمد أكثر من يومين، ففي اليوم الثالث، تناسيت كل الاحترازات، وعدت مع العائدين إلى أسلوب الحياة الذي كان سائداً قبل عام 2020، بينما يقدم الكمام إلى كل راكب لا يضعه عند باب الطائرة، والنداء الصوتي يطالب الجميع بارتدائه التزاماً بالقانون!

فإن كان هناك قانون، فهو يسري على كل الأماكن، وإن كانت المواجهة مستمرة، فالمفترض ألا يكون هناك استثناء، فإجراءات الصحة العامة لا تتخالط مع الحريات الفردية، فهذه مكملة لتلك، ولا تتصادم معها، وارتفاع أرقام الإصابات مع وقف الإعلان اليومي لها، لا يعني أن «كورونا» أضمحلت، والكمام ليس عبئاً على أحد!

Email