حجج ومبررات

ت + ت - الحجم الطبيعي

التوطين ليس حججاً يتحجج بها مسؤول أو صاحب مفهوم خاطئ، وليس مبررات جاهزة، صنعتها سلوكيات بعض من قُدّر لهم أن يكونوا في مواقع كان يفترض أنها ميسرة للأمور، ولكن كانت، ولا تزال، معسرة!

التوطين ليس اتجاهاً مضاداً للآخرين، وأقصد هنا من يشغلون الوظائف الآن، إنه استراتيجية ملزمة وغير قابلة للتأجيل، ولأننا نعلم بالتوجيهات والأوامر الصادرة بهذا الشأن إلى كل الجهات المعنية، نقول هذا الكلام، ونعتبر حجج البعض واهية، ومخالفة للتوجه العام.

لدينا تجارب كثيرة، وفي مؤسسات مختلفة، أثبتت نجاحها، وحققت أهدافها، فقط لأن الإرادة كانت موجودة، ويمكننا أن نضرب أمثالاً، ولن نفعل، لسبب واحد، هو عدم إثارة الغيرة، وأيضاً حتى لا تعتبر مجاملة لجهات على حساب جهات أخرى، ولكن الاستشهاد بقطاع النفط، لن يستفز أحداً، فهذا القطاع بدأ التدريب مع بداية اكتشاف النفط، قبل الوزارات، وقبل الشركات المتخصصة، وعندما كانت الدوائر هي المسؤولة، والأوامر واضحة، وتعلم في مراكز التدريب في «داس»، وفي العاصمة مئات من المواطنين، بعضهم أكمل تدريبه لاحقاً في الخارج، وعادوا ليتولوا المسؤولية، وعدد منهم أصبحوا في القيادة العليا لشركات النفط، وغيرهم خدموا في الدوائر الحكومية، حتى تولوا رئاستها، ومن منا لا يذكر «المعهد البترولي»، الذي تأسس مع إنشاء «أدنوك»، التي تعين المواطن، ولا تبخل عليه بالراتب والمميزات، تحت مسمى «متدرب»، لسنة وسنتين وثلاث سنوات، حتى يشتد عوده، ويكتسب الخبرة، ويكون قادراً على أداء واجباته، وهكذا تفعل الشركة مع الخريج القادم من الجامعة دون خبرة، فالمقدرة والخبرة، لا يمكن اكتسابها دون وضع المواطن وسط «معمعة» العمل، وهناك يجهز ويصقل، ليعطي بلاده من جهده وعلمه، وممارسة للمهام الموكلة إليه.

إن الذين يتحججون، ليسوا أكثر من معطلين لطاقات شابة، أجبرت على الانتظار، الذي طال.

Email