لا تهاون

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحن نثق في أجهزتنا المختصة، نسمع ما تقول بخصوص «جدري القردة»، ونأخذ احتياطاتنا، ونتجنب الرعب، ونتوخى الحذر.

تجربتنا مع كل نظامنا الصحي كانت زاخرة بالإيجابية خلال أزمة «كورونا»، سواء كانت وزارة الصحة أو هيئة الأزمات أو دوائر الصحة المحلية، ونتذكر ذلك التعامل الحضاري الذي أوصلنا إلى بر الأمان بأقل نسبة إصابات ووفيات، رغم أن بلادنا محطة مرور لوجستية بالنسبة للعالم، ورابط مهم بين الشرق والغرب، يعبر مطاراتنا يومياً عشرات الألوف من البشر قادمين من دول منكوبة، ودول متراخية في مواجهة الوباء، وحققنا المعادلة ما بين الاحتراز وشدة القيود والإجراءات، فقد كان هناك من يسهر على سلامتنا.

وخلال الأيام الماضية، أي بعد انتشار الحديث عن هذا الفيروس الجديد، كانت التصريحات الصادرة عن الجهات المعنية تحمل في طياتها الاطمئنان إلى الناس، وتتجنب إثارة الخوف بينهم، بل على العكس، أوصلت حقيقة «جدري القردة»، من حيث أعراضه وأسباب انتشاره، وكيفية تجنبه، ومدى خطورته، بينما في الدول التي تعتبر نفسها رائدة الحضارة يتحدثون بلهجات مختلفة تجعل الناس عندهم في وضع مربك مع كل حالة يكتشفونها، وتسرعوا في اتخاذ الإجراءات وتحديد شروط الحجر ليحموا مجتمعاتهم، والجيد أنهم اكتشفوا الملاذات الآمنة للأمراض والأوبئة.

حيث وجهت الأصابع نحو فئات وأماكن بدأوا في إغلاقها، كما حدث في إسبانيا التي «شمعت» بؤر الفساد المرخصة والمحمية بالقانون، ونحمد الله أن مثل هذه الأماكن غير موجودة في كل دولنا، ولم نخضع لكل مناشداتهم المغلفة بحقوق الإنسان والحريات العامة، فالأيام تذكرهم أن ما تسبب في انهيار روما القديمة بجبروتها كان الانحلال المشاع، وهو ما يحاولون إحياءه عالمياً في الآونة الأخيرة، وها هم يكتشفون مدى الخطورة التي تتعرض لها مجتمعاتهم بسببه!

الاطمئنان يسود المجتمعات المحافظة على الطبيعة البشرية، وأي مصائب تصلنا من المواقع المشبوهة سواء كانت مختبرات أو «بؤر فساد»، يمكن التعامل معها بجهود كل أطياف مجتمعاتنا بإدارة الجهات المختصة، وتحت نظر قيادة لا تقبل التهاون.

Email