العالم ليس حقل تجارب

ت + ت - الحجم الطبيعي

خمدت نار «كورونا» فاشتعلت نار جدري القردة!

هل نذهب خلف نظرية المؤامرة؟

وهل نوجه أصابع الاتهام إلى دول و«لوبيات»، تتعمد نشر الفيروسات، لتنتج لقاحات وتحقق المليارات؟

الحرب البيولوجية ليست وهماً، فالأسرار بدأت تتكشف، أزمة أوكرانيا ربما تكون فيها منافع للبشرية، بقدر أضرارها، فهي التي فضحت المختبرات المخفية في ذلك البلد، الذي ما كان يهتم به أحد، وقد قيل الكثير عن تلك المختبرات، ولكننا لا نستطيع أن نصدقها بإجمالها، لأنها صادرة عن طرف يخوض الحرب هناك، وفي الحرب، تتصاعد الدعايات ضد الخصوم للتأثير في الحالة النفسية والمعنويات، وفي الوقت نفسه، لا يمكن أن يتجاهل العالم بعض المعلومات المستندة إلى الوثائق، وما تم كشفه داخل تلك المختبرات، وكان يفترض بالمنظمات المعنية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، وتلك «المطبلة» المسماة بمنظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية، أقول لكم، كان يفترض بها مجتمعة ومنفردة، أن تتحرك، فتذهب إلى روسيا، ومنها إلى أوكرانيا، وتشاهد عبر خبرائها حقيقة تلك المختبرات، وتبلغ العالم بالحقيقة، وللأسف، لم يحدث ذلك، فالمنظمات أسيرة لدى الغرب، ولا تتلقى الأوامر من غيره، والغرب متهم هنا، في هذه القضية المرتبطة بمختبرات أوكرانيا السرية، ليس هناك مشتبه به غير الدول المالكة للمختبرات، والداعمة لميزانياتها، وهي دول غربية!

أن يظهر كل بضعة أعوام وباء، وتتبعه نداءات ممنهجة، ودعوات للمواجهة، ولقاحات جاهزة، ومليارات تصرف، وضحايا ومصابين، فهذا أمر مشكوك فيه، وسواء قال أحدهم إننا من أتباع «نظرية المؤامرة»، أو قال البعض إننا من أصحاب الهواجس، فذلك ليس حلاً لما يواجهه العالم، وتتعرض له البشرية جمعاء، والحل يأتي من جهات اختصاص، يجب أن تكون حرة في بحثها، ومحايدة في قولها للحقيقة، لا تتبع الغرب، ولا تتعاطف مع الشرق، تحدد بؤر انطلاق الفيروسات، دون تلميح أو اتهامات سياسية، ودون خوف من غضب القوى الكبرى. العالم ليس حقل تجارب، والبشر لا يُضحّى بهم من أجل «سلاح بيولوجي» في يد أمريكا أو بريطانيا أو روسيا أو الصين. وغداً نكمل.

Email