هل انتقلوا من فيينا؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

صمت ولا صمت القبور، لا يتحدّثون، ولا يسرّبون أخباراً، ولا يشيرون إلى نقاط الالتقاء والاختلاف، وكأن مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني قد جُمِّدت، وركنت ملفاتها فوق رفوف الانتظار، فقد تكون تراجعت إلى مرتبة القضايا الأقل أهمية.

المطّلعون يبررون ذلك الصمت إلى انشغال أمريكا وأوروبا بالخطر الروسي الداهم بعد إشعالها حرباً مع أوكرانيا، بدأت بغزو ثم احتلال وانفصال مناطق موالية لهم، وإذا تغافلوا قد تتكرر الواقعة مع دول أخرى من شرق أوروبا، وسيصل التمدّد الروسي إلى أبواب وسط وغرب القارة، وسيزداد الخطر، ولهذا أصبح تركيزهم على تلك المشكلة، فالاجتماعات وتبادل الزيارات والتواصل الهاتفي، كلها تتحدّث عن ذلك الموضوع بخطواته السلمية، وقراراته التأديبية، ومساعداته العسكرية للدولة التي أصبحت تحت رحمة ثاني أكبر قوة في العالم.

وقد يكون هذا صحيحاً في الظاهر، ولكن في الباطن هناك أشياء تحدث تحت غطاء غليظ من السرية، علّ وعسى انشغال العالم بأوكرانيا يخفف ردّات الفعل متى ما أعلنت المفاجأة، وصُدِم من صُدِم نتيجة بنودها أو نواقصها!

الولايات المتحدة لاعب دولي لا يضاهى أو يقارن بأحد، وقد اعتاد العالم على خطط إشعال النيران في جهة لإلهاء الجميع، وفي الوقت نفسه حلّ أزمات معقّدة وشائكة في جهة أخرى، لتجنّب الاحتجاجات من الأصدقاء والحلفاء، ولكنهم، وكما قلت بداية، ملتزمون بالصمت، وآخر كلامهم كان حول اتساع هوة الاختلاف في جوانب عدّة، خاصة ما يتعلّق بالعقوبات وإنهائها، ورفع اسم الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، ثم أطبقوا شفاههم، فهل يعني ذلك أن مفاوضات فيينا متوقّفة؟

بالتأكيد هي متوقّفة في فيينا، ولكن قد تكون هناك مفاوضات على مستوى أعلى في مكان ما، ودعونا نقول عند طرف ثالث تربطه علاقات صداقة قوية بالطرفين، أي موثوق به ويمكنه أن يتدخّل متى استدعت الحاجة أو حدث تناقض في المواقف!

قد يكون ذلك الكلام إشاعة، وقد يكون حقيقة، والأيام بيننا، وستأتينا «جهينة» بالخبر اليقين!

Email