هنيئاً لنا بك

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يكون عدوك صاحب فكر مدمر لا يجوز السكوت عنه، ولا التحجج بأنه بعيد عنك، وخطره لن يصل إليك.

إنه داء، إن لم يعالج انتشر حتى يتمكن من الجسد وصاحبه، يزحف من عضو إلى آخر، وينخر في العظام، من تداركه اكتفى بالأدوية، ومن تغافل عنه كان البتر والعمليات خير وسيلة لوقفه، ومن أهمل واعتمد على الحظ والصدفة كانت نهايته.

وكم من داء ليس له أي علاقة بالمرض، مثل داء الإخوان الذي تسلل بين الشعوب العربية الطيبة، وتصدر المشاهد في ظل الفوضى العارمة بدايات 2011، وسرق أحلام الناس، وتبع مخططات مرسومة له بعناية في سراديب أجهزة خبيثة، وقفز إلى الحكم في دول مستخدماً التهديد وتحريك الشارع، وفي دول أخرى كانت البندقية هي وسيلته لانتزاع السلطة.

وكانت الخيانة لمن كانوا معه، مغشوشين أو طامعين في أن يترك لهم قطعة من «الكعكة»، ولم يترك شيئاً، بل قدم لهم النكران والجحود، وأرسل لهم «فرق الموت» تفجر وتقنص وتحرق وتسجن، حتى انفرد وبدأت عمليات تفتيت الدول، واستبعد من الوظائف العليا أصحاب الخبرة، وحل مكانهم أتباع التنظيم من الجهلة الذين لم يخدموا أوطانهم يوماً واحداً، وتفرغ كبارهم للمفاوضات السرية.

فعرضوا أراضي تتبع التراب الوطني للبيع، وآخرون عرضوا النفط وغيره من الثروات، وكادت الأمة كلها أن تصاب بالداء الإخواني المستشري، بعد أن تملقت أنظمة كثيرة فروع التنظيم، وشاركتها في الإدارة العليا، ولكن «الحكيم» كانت له رؤية ثاقبة، فقد قرأ مستقبل الأمة تحت سلطة «باعة الأوطان» وأهل الخيانة، فوقف في وجههم وحيداً، ولأنه «مؤمن» بعدالة موقفه في مواجهة المخطط المرسوم لتلك الفئة الخارجة عن جادة الحق، حارب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الباطل بكل ما أوتي من قوة، حتى اقتنع المتنصلون بخطورة الإخوان على الأوطان فعملوا على إسقاطهم.

لم يجلب الإخوان غير الدمار في البلاد التي حكموها أو تقاسموها مع جماعات أخرى، وقد هزمهم رجل لم يسكت أو يتحجج ونجح، بل أنقذ أمته، فهنيئاً لنا بك أيها القائد.

Email