وسنبقى متفائلين

ت + ت - الحجم الطبيعي

في العشر الأواخر نتفاءل، يحق لنا ذلك، فنحن في أيام مباركة من شهر مبارك، وليلة هي خير من ألف شهر، نبعث بالدعوات، متضمنة الأمنيات، فينا من أظلمت الدنيا في وجوههم، وهم الذين يتضرعون إلى رب الكون ومُسيّره وحاميه، يريدون أن تنزاح الغمة التي تلفهم، وأن يعودوا إلى سابق عهدهم، وفينا من ينظرون حولهم، ويحصون مآسي البشرية، الناس الذين فقدوا كل حول وقوة، الآمنون حيناً، والمعرضون للموت في كل حين، أولئك الذين يقتل الجوع والعطش أطفالهم، في صحراء قاحلة، أو تحت صخرة جبل أجرد لا حياة فيه، أو يبتلعهم البحر وهم الذين يريدون أن يهاجروا إلى بلاد تنعم بالخيرات، أو تنزل على رؤوسهم قذيفة من مدفع أو صاروخ موجه من طائرة غير مرئية، أو من لا يكف جارهم عن مضايقتهم، فهو طامع في خيراتهم، وفي قلبه سواد لا تزيله قرون من الزمان خلقت علاقة وروابط لا تنفصم، ولكنها لا تشفع لهم عند من يديرون دفة تلك البلاد المتناسية لأصول الجيرة ومتطلباتها، وقد يكون غرور قائد أكبر من ذلك كله، وأشد قسوة على من يشاركونهم الأصول والجذور والمعتقدات.

كل شخص من بيننا يدعو بما يهتم به ويراه أولوية، وفي هذه الأيام المباركة تفتح أبواب السماء، وينظر كل الناس إلى الأعلى ليُسِرّوا بما في داخلهم إلى السميع المجيب، ونحن متفائلون، ما دمنا قريبين من ربنا العزيز الحليم الرحمن الرحيم، لا مكان لليأس في قلوبنا، حتى لو أحاط الشر بنا عشرات السنين، ولو خاننا الصديق، وما أكثر خيانات الأصدقاء، أفراداً كانوا أو دولاً، وما أتعس قلوباً تملؤها الأحقاد، وتتمنى لو أنها تسرق اللقمة من أفواه الآخرين.

متفائلون عندما يكون من بين خلفاء الله على الأرض مثل أولياء أمرنا، من يرعون كبارنا وصغارنا، ويحمون أرضنا وعرضنا، ويبحثون في كل خطوة يخطونها عن خير يعم بلادنا.

اللهم وفقهم في سعيهم، وثبتهم على الحق، وأجعلهم من الفائزين الغانمين، وأنزل عليهم بركات أيامك المباركة في شهرك المبارك.

Email