يوم الوداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

اليوم يسدل الستار، وينفض هذا التجمع الذي احتضن العالم في بقعة تشع بنورها لتضيء كل الأرجاء، وتبهر كل الناس، لتكون حديثهم وحلمهم ووجهتهم طوال ستة أشهر.

لم نرَ حدثاً مثل «إكسبو 2020»، ولا أظننا سنرى شبيهاً له في السنوات القليلة القادمة، رغم أننا اعتدنا على المعارض، التي تكون متخصصة في مجال من المجالات، وهي قمة المعارض في المنطقة كلها، مثل معرض التكنولوجيا السنوي «جيتكس»، الذي يجمع جمهوراً وزواراً ومصنعين وهواة مبتدئين، لكنه في النهاية يقتصر على المهتمين فقط، ومثله معرض الطيران، ومعرض «أيدكس» العسكري، ومعرض البناء والأثاث، وعشرات المعارض التي تستقطب الفئات المعنية، ولكن «إكسبو» كان شيئاً آخر، منذ البداية، عندما فكر ودبر صاحب الإبداع والجسارة، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقرر كعادته أن يخوض غمار تجربة جديدة، وأن يحدث فارقاً في عالم المعارض والتجمعات الكبرى، وكان هذا المعرض العالمي «المونديالي» الذي يقام كل خمس سنوات تحت مجهر سموه، وهو يعلم أن استضافته حلم يراود دولاً كثيرة، وكبيرة في حجمها وفي تقدمها، ولها باع طويل في هذا المجال، وتملك مقومات النجاح قبل أن تبدأ، لما لديها من إمكانات وبنية تحتية، وفي خطوات واثقة يتميز بها سموه، وبفكر منفتح وتخطيط مدروس وفرق عمل «يشد بها الظهر» بدأت مسيرة استمرت أكثر من عشر سنوات لتقدم هذا المنجز العظيم الذي لم يقدم من سبقونا ما يستحق المقارنة.

اليوم هو يوم الوداع، حيث ينتهي وقت «إكسبو» الرسمي، لكن «إكسبو» لن يرحل بعيداً، فامتداداته ستستمر لعقود قادمة، ومكانه سيبقى لينير دروباً لا يمكن حصرها، واسم دبي المدينة المبهرة والإمارات الدولة المميزة سيحضران في ذاكرة العالم كله متى ذكر اسم هذا الحدث في دوراته القادمة.

شكراً شيوخنا الكرام، شكراً محمد بن راشد، وشكراً محمد بن زايد، وشكراً نهيان بن مبارك، وكل الثناء والتقدير للوزيرة ريم الهاشمي، ولكل من قدم الوجه المشرق لبلادنا وشعبنا في «إكسبو».

Email