لماذا لا ننبهر؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

سؤال يتردد في الذهن ولا نتعب أنفسنا للبحث عن إجابة له، كل يوم نخطو خطوة إلى الأمام، ننجز مشروعاً عملاقاً، ونحقق أرقاماً عالمية، ونبني في بلادنا «أيقونات» تتحول إلى علامات كونية مميزة، يتحدث عنها العالم ولا نتحدث نحن عنها كثيراً، قد يقرأ الواحد منا أن المحطة التجارية من مفاعل «براكة» النووي بدأت العمل.

وقد نسمع عن ربط خط القطار بين أبوظبي ودبي، ونبتسم أو نحسُّ بالفخر، ولكننا لا نضيف على ذلك شيئاً، نمرر المعلومة لنتلقى معلومة أخرى قد يذكرها قادتنا في تغريدة تنشر عبر «تويتر» يباركون ويهنئون ويشكرون شباب الوطن، ونحن نشعر بالفرح .

ولكننا لا نحول كل إنجاز إلى «عرس» ودعاية وإعلان يبدأ قبل شهر من الاحتفال ويستمر شهرين بعده، فالآخرون يفعلون ذلك حتى لو أنجزوا عشرة بيوت ستمنح للمحتاجين يدقون الطبول وينظمون قصائد شعر تعظم وتضخم الإنجاز، ولو وسعوا شارعاً أو أضافوا رصيفاً لشارع كانت الأفلام الوثائقية تمجد العمل العظيم الذي تم، ونحن لا نفعل ذلك.

فلماذا لا ننبهر؟

ألح على ذلك السؤال عندما نبهني السائق في الأسبوع الماضي إلى القطار الذي يسير على يميننا، هو كان منبهراً، فهو يرى إنجازاً مجسداً أمامه، يتحرك في سكة الحديد التي حُوّلت مسارات الطريق عند «الوثبة» و«بني ياس» لمدها قبل عامين، تزامناً مع جائحة كورونا، ومع ذلك اكتفيت بالتفاتة و«هزة رأس»، وهنا تذكرت لو أن هذا القطار كان عند غيرنا، وتخيلت الناس وهم يتحدثون ويصورون ويعلقون و«ينفخون»، ودار السؤال في رأسي، وأجبت عنه في داخلي.

فالقطار نحن نعتبره منجزاً منذ أن أعلن عن تأسيس «الاتحاد للقطارات»، فنحن نعرف أنفسنا جيداً، ونعرف أن قادتنا لا يتحدثون عن أمنيات يتمنونها، بل يطرحون الأفكار والخطط ويتكلون على الله، وكل فكرة تنجز تضاف إلى ما سبقها من بنية تحتية ومشاريع تكمل بعضها بعضاً، ولا يشغلون أنفسهم بالمظاهر، فهم ليسوا بحاجة إلى «تلميع» ولفت أنظار، هم يغرسون الشجرة ويتركونها تحت نظرهم وهم يمهدون الأرض لمزيد من الغرس وجني الثمار.

Email