لا تتهاونوا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تخفيف الإجراءات والقيود الاحترازيّة لا يعني أن «كورونا» اختفت وما عادت تشكّل خطراً.

هي ما زالت موجودة، وأقصد فيروسات «كوفيد 19»، كما يحلو للبعض أن يطلقوا عليها، موجودة وتتحرك، وتصيب من تصيب، وتسجّل أرقاماً تضاف إلى الحصيلة المجمعة، حيث نتأرجح في دائرة «300» حالة يومية، ووفيات أصبحت شبه معدومة والحمد لله، وذلك كله جاء نتيجة الثقافة العالية التي اكتسبها السكان خلال السنتين الأصعب والأكثر إيلاماً لهذه الجائحة، ثقافة توّلدت من العلاقة التي تربط الناس بالسلطات المعنية، سواء كانت جهات إشراف أو جهات علاج أو مؤسسات إنفاذ القانون، عشنا أجواء الثقة المتبادلة، وهي التي جعلتنا نتعايش بهدوء وثبات مع كل الصدمات، من الخوف، وهو أمر مشروع، خاصة لمن يواجهون شيئاً قد يقتلهم في لحظة تقصير أو استهتار، وكان تغيير السلوك العام صدمة كبرى، ربما لم تستوعب في البداية، ولكنها تحوّلت إلى «طباع» ساعدت الدولة على اجتياز الأزمة والعودة تدريجياً إلى الحياة الطبيعية.

وبمناسبة الحديث عن الحياة الطبيعية، أقول لكم، الكل مقبل عليها مع الحذر، وهذا ما نريد أن نؤكد عليه، فالجائحة لم تنتهِ بعد، ونحن اعتدنا على الإجراءات المصاحبة لها، فإذا خففت بقرارات وبروتوكولات جديدة لا يعني أن نتصرّف وكأن شيئاً لم يكن، ولن يضرنا أبداً أن تكون «الكمامة» ملازمة لنا في الأماكن المزدحمة، سواء كانت مغلقة أو مفتوحة، ووسائل التعقيم مثلها مثل «أدوات التجميل» والمحفظة والمفاتيح مصاحبة لكل واحد منّا، في جيبه أو حقيبة يده، مع استمرار «مسحات» التأكد من سلامة الناس، والمرور الأخضر الذي قد تتغير مدّة صلاحيته ولكنه لا يلغى.

سياسة التدرّج تنفع في كل الأحوال، أما سياسة الإغلاق التام أو الانفتاح التام فهي مضرّة للمجتمع، فالتشدّد لا يقابله التهاون، والحذر معنا وليس ضدّنا، وفيروسات «كورونا» ما زالت تتنقّل في الأجواء!

Email