عندما يتحور الشيطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدر الشيطان أوامره للزبانية، واحد «ينهق» في الشمال، وآخر «ينبح» في الجنوب، ووضع بين أيديهم ألعاباً تتفجر وتشتعل، ليثبت أنه يملك أذرعاً تصل إلى حيث يريد.

يتشكل، ويتلون، ويغير جلده، مثل الأفعى، وسمه ما زال يقطر حيثما اتجه أو عبر، يمد يداً تحمل شهداً، ويتغنى بمعسول الكلام، وفي اليد الأخرى، خنجر يسلمه لأولئك الأعوان.

يفشل في الشمال، ويهزم في الجنوب، ويرفض في بغداد، ويضغط عليه في فيينا، فيفتح النار، ليعبث مع دول الجوار.

الحوثي، ليس أكثر من «إمعة»، تتبع ولا تملك قرارها، وحتى الأول من أمس، كانت أبواب الحوار مفتوحة أمامه، ولكنها أغلقت، ولا عودة إليها قبل أن ينال عقابه على فعلته، ولن يكون من بين هؤلاء المجرمين شخص أو موقع معفى من دفع الثمن، من يعيش في الكهوف والجحور، ستطاله أيدي الرجال، وكذلك من يحتمي بالنساء والأطفال، ولن يقضوا يوماً واحداً في سلام وراحة بال، فمن قَبِل بأن يكون يد الشر التي تخدم الشيطان، عليه أن يتحمل نتائج جريمته.

الخليج ودوله ومدنه وشعوبه، ليسوا أوراقاً يلعب بها أحد، وأول من يجب أن يفهم هذا الكلام، هو الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته، فهو من شجع الحوثي ومن يديره على التمادي وتجاوز المحذورات، فقد كانت هدية حكمه الأولى، رفع اسم هذه الحركة من قائمة الإرهاب، وبحجة واهية، وهي إيصال المساعدات الإنسانية، أعطاهم «براءة ذمة»، دون أن يقدموا ما يثبت استحقاقهم لها، ولو كانت الإدارة الأمريكية الحالية حسنة النية، لأعادت توصيف الحوثيين بعد شهر أو شهرين، فقد رفضوا التفاوض، وشنوا هجوماً عسكرياً على مأرب، وغيرها من محافظات الجنوب اليمني، ولم يتوقفوا عن إرسال الطائرات المسيرة والمفخخة، والصواريخ إلى الأراضي السعودية، وقد أغراه الصمت الدولي، فتطاول على أراضي الإمارات.

الشيطان يتحور مثل الفيروس، وعلاجه في يد من لا ينام ولا يهدأ، قبل أن يزيل الخطر، والخطر زائل بإذن الله.

Email