النجاح يسكتهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضرائب النجاح كثيرة، الساعي إليه يريد مردوداً إيجابياً، ينتفع منه الناس ويسجل في قوائم إنجازات الدولة، والمتصيدون لا يعجبهم ذلك، يذمون كل خطوة حتى قبل أن تتضح نتائجها، مثل أولئك الذين شنوا حملة شعواء على «مسبار الأمل»، رغم أنه كان تجربة، والتجارب تحتمل الصواب والخطأ، أي النجاح والفشل، ولهذا سميت بالتجارب أو المحاولات، وقد سبقتنا دول كبرى منذ عقود، وذاقت مرارة التوقف والتأجيل والإلغاء وتحطم الوسائل المستخدمة، بل انفجارها بعد الإطلاق، سواء أكانت مأهولة أم غير مأهولة، ولم يحبطوا، سقوط ضحايا كان دافعاً لتصحيح الأخطاء وليس وأد الأفكار والمشاريع المستقبلية، وشهدنا حملة منظمة من أتباع تنظيمات توجههم دول ومصالح، وعندما لم يجدوا عيباً في تجربتنا الفضائية الأولى خرج أحد «الأغبياء» من بينهم ليقول إن قطع المسبار صنعت في الخارج، ويقصد في الدول المتقدمة، وتم تركيبها تحت إشرافهم، وهذه حسنة وليست سيئة، أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون، ولكنهم لم ينظروا إلى الأمر إلا من جانب واحد، وهو الجانب المظلم داخل نفوسهم، حيث «يعشش» الحقد وتنمو الكراهية، وتناسوا أن للرحلة أهدافاً علمية ستخدم البشرية، وهذه نتيجة تعم ولا تخص، وحصيلتها بدأت تجمع وتتداول بين العلماء، أقول العلماء وليس الجهلاء الذين لا يعجبهم أن يكون من بينهم من ينظر إلى البعيد حيث المستقبل ومتطلباته، فقط لأننا رفضنا فكرهم المتخلف وسلوكهم الرجعي المدمر في بعض الدول.

ذلك مثال واحد، وهناك عشرات من الأمثلة، كلها والحمد لله تحقق نجاحات ملموسة يتفاخر بها الأسوياء من أبناء الأمة، أولئك الذين يعتبرون كل إنجاز إضافة إلى رصيدهم، وليس لرصيد من حققه فقط، وهذا ما جعلنا لا نأبه لهم، ولا نتأثر بما يقولون، وتنفذ برامجنا حسب الجداول المعدة مسبقاً، لنحقق المردود المرجو من خطواتنا وقراراتنا وسعينا الحثيث نحو التحديث وخوض غمار العلم بتشعباته، فمن تعودنا أن نسمع «نواحهم» نسكتهم بالنجاح، ولا نخشى من دفع الضرائب المترتبة عليه.

Email