نقود ولا نقلد

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحن لا نؤزم أنفسنا، نعبر المراحل واحدة تلو الأخرى بسلاسة وهدوء، ولا نثير ضجيجاً حولنا، نجدد أنظمتنا عندما تستدعي الحاجة ذلك، ونصدر تشريعات تعزز منظومتنا القانونية مراعاة لظروف مجتمعنا، ولا نتجمد مثل «قوالب الثلج».

الجمود اليوم يعني التخلف في الغد، ولدينا أمثلة حية لبلدان كانت في المقدمة، فتوقفت عند مراحل معينة، وانشغلت بأمور ثانوية، فإذا بها تجد نفسها في المؤخرة، تعيش على الذكريات، ويتساءل أهلها عن الآخرين، الذين قطعوا أشواطاً بات من الصعب اللحاق بها.

وهكذا نحن هنا في دولة الإمارات، نخطو إلى الأمام خطوة بعد خطوة، لأننا نريد أن نعيش التطور، ولا نكابر برفع شعارات، نكتشف بعد سنوات أنها زائفة، ونندم حيث لا ينفع الندم، ويكون فعلنا شبيهاً بذلك الذي يحاول أن يتدارك الأمر ويلحق بغيره، فنحن لا نقلد، ولكننا نقود، سواء أعجب ذلك الغيورين والحاسدين أو لم يعجبهم، لا يهم، فهذه هي الحقيقة.

وقد تجلت تلك الحقيقة في آخر الخطوات التي خطتها بلادنا، في مسألة داخلية رأت قيادتنا أن المصلحة العليا تستدعي تطبيقها، وتحرك «المتأزمون»، أولئك الذين يعانون من «أمراض مزمنة» تحارب التنظيم والتغيير، وهم ليسوا أكثر من «بؤر ضجيج» كأنها «براميل فارغة»، وظنوا أنهم قادرون على تأليب الرأي العام كما قال بعضهم، وسقطوا في امتحان جديد، ولم يلتفت إليهم أحد، وتقبل الناس قرار تنظيم مواعيد العمل الأسبوعي، لأنهم يعلمون أن قادتهم يستشرفون المستقبل، ويستهدفون مصلحة الجميع، ولا يمسون الثوابت، التي عزف عليها المتصيدون، فالجمعة كما قلنا بالأمس ثابتة في مكانها، والصلاة الجامعة قائمة، والناس ميسرة لهم سبل أدائها في وقتها.

وسائل إعلام الغرب هي التي «تأزمت»، وحاولت أن تجعل من «دوام الجمعة» قضية، ولم تنجح، بينما الذين يدعون الليبرالية يحاولون «تجيير» القرار لصالحهم، فلا هؤلاء ولا أولئك لهم علاقة بالأمر، فالبلاد تدار بمعايير، تختلف عن معايير الإعلام الغربي، والليبرالية المخادعة.

Email